تزداد أهمية الانترنت بشكل مطور يوماً بعد يوم ، فلم تعد فقط إحدى أدوات التدريس وانما أصبحت أيضا وسيلة رئيسة من وسائل التعلم والاتصال في أيامنا هذه وعلاوة على ذلك فقد أصبحت وسيلة للترفيه والتنشئة الاجتماعية ومن ثم فعلى التربويين وضع جل اهتمامهم على الحاجة الماسة للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات وليس العكس بالعكس (أي استخدام تكنولوجيا المعلومات لتعليم اللغة). وفي حالة عرض إطار لمنهج تعليمي الكتروني هنالك العديد من الجوانب التي يجب وضعها في الاعتبار . فمؤخراً ، لم يعد التعلم مقصوراً فقط على معرفى القراءة والكتابة ، بل تعدى إلى معرفة العمليات التي تحدث في مختلف المجتمعات والثقافات والسياقات وأدى هذا الاستخدام المتزايد للتواصل عبر الانترنت إلى اعادة تعريف مفهوم التعليم في هذه الأيام . وعلينا أن نضع في اعتبارنا أيضا أن الطريقة التقليدية الوحيدة للتعلم لم تعد موجودة ألآن بل تعددت أشكال التعلم . ويتم تعريف ذلك طبقاً للسياق والهدف ووسيلة الاتصال . ولم يعد الكمبيوتر غاية في حد ذاته ولكنه وسيله لشرح وتعبير المعنى. وتشتمل مهارات التعلم الالكتروني على ثلاث نواحٍ متداخلة وهذه المراحل هي التواصل والبناء والبحث. ويفترض جانب التواصل ضرورة وجود طرق جديدة من التفاعل والتعامل حتى يتمكن الفرد من التواصل بفاعلية خاصة عن طريق الكمبيوتر . فهذا التواصل لا يعني فقط القدرة على الترجمة من وسيلة اتصال لأخرى، وبخصوص البناء ، فإنه يستخدم للإشارة إلى ثلاث مراحل: أ – من المقال إلى النص الشبكي ( نصوص الإنترنت )، ب – من الكلمات إلى الوسائط المتعددة .، ج – من التأليف إلى المشاركة في البناء . وعليه، حتى يتسنى للمرء إنشاء نص شبكي فإنه يواجه العديد من التحديات الخاصة بالنواحي البلاغية والتنظيمية والفنية المتضمنة استخدام الوسائط الأخرى مثل الرسومات والسمعيات والمرئيات بطريقة غاية في الإبداع. وعلى مؤلف النص الشبكي أيضًا مراعاة أن كثيرًا من الناس سيقومون بقراءة هذا النص إضافة إلى الجمهور المعنى . ويعني ذلك أن كاتب هذا النص الشبكي يعرضه لقطاع عريض من الجمهور ويعتبر البحث منحى آخر من مناحي مهارات التعلم الالكتروني وعلى اعتبار أننا في عصر المعلومات فقد شاهد الناس انفجاراً في كم المعلومات حديثا ، وخاصة المتاح منها على الشبكة وعليه فان مهارة تصفح الشبكة العالمية للبحث عن المعلومات المطلوبة تعد الجانب الأكثر أهمية في مهارات التعلم الإلكترونى فالمرء لا يبحث عن المعلومة المتاحة ،وعليه فإن البحث والمهارات المصاحبة له قد تغيرت جذرياً في بيئة الانترنت . ومن ثم فإذا ما قارنا منهج التعلم الالكتروني بالمنهج الذي سبقه، نخلص إلى أن الاتصال لم يعد يقوم فقط على التحدث والاستماع بل يشمل التواصل باستخدام الكمبيوتر فلا يقوم بناؤه فقط على النصوص الخطية مركزة على الكتابة الفردية بل يشمل كذلك النصوص الشبكية والوسائط الأخرى مركزة بشدة على التعاون . ولم تعد القراءة والبحث محصورة على النصوص المطبوعة التي ترتكز على النصوص الخطية التي تميل إلى عزل مهارات القراءة عن مهارات التقويم النقدي، بل تشتمل على مصادر ونصوص شبكية تجمع بين النصوص العادية والوسائط الأخرى التي تتطلب التقويم النقدي للقراءة كما تشمل أيضاً البحث والإبحار في المصادر المتاحة على شبكه الانترنت. فبينما قامت المناهج السابقة على نموذج التعليم المنهجي المتعلق بالمناهج الدراسية ،يقوم منهج التعلم الالكتروني على نموذج التعلم التفاعلي مركزاً على التعلم الذاتي (المستقبل).