كشفت مديرة مركز رعاية مرض السكري بمستشفى الملك فهد بالمدينة الدكتورة موضي ذياب الحربي عن أن عدد المصابين بمرض السكر في المملكة العربية السعودية في ازدياد مطرد، حيث بلغ عدد المصابين بهذا المرض 14,1% من عدد سكان المملكة. مشيرة إلى أن مركز رعاية مرضى السكري هو المركز الوحيد على مستوى منطقة المدينة الذي يقدم خدمات علاجية متكاملة، ويشمل 16 عيادة تخصصية، وبلغ عدد المراجعين للمركز أكثر من 16 ألف مريض، فيما بلغ عدد المراجعين للمركز شهريًا 6 آلاف مريض. جاء ذلك خلال حوار للدكتورة موضي الحربي أجرته معها «المدينة» فإلى نص الحوار : # في البداية نود أن نتعرف على ما يسمى بمرض السكري؟ - السكري هو عبارة عن مرض ينشأ نتيجة ارتفاع مستوى السكر بالدم فوق المعدل الطبيعي، نتيجة نقص في إفراز هرمون الإنسولين أو عدم فعاليته أو كلاهما معًا. # هل توجد أنواع متعددة من هذ المرض؟ - نعم، هناك نوعان رئيسيان : النوع الأول عادة ما يصيب الأشخاص أقل من 30 سنة والأطفال، ويكون نتيجة خلل مناعي بالجسم، وبالتالي يؤدي إلى إتلاف خلايا البنكرياس التي تفرز الإنسولين «خلايا بيتا» ولهذا يحتاج المريض إلى إنسولين خارجي لكي يستطيع الحياة. أما النوع الثاني فيصيب الأشخاص فوق سن 30 عامًا، ويكون نتيجة عدم مقدرة البنكرياس على إفراز الإنسولين بالكميات المطلوبة، وفي الغالب يكون المرض وراثيًا في النوع الثاني. # كيف يعرف الشخص المصاب أنه مريض بهذا النوع «داء السكري»؟ - بطبيعة الحال هناك أعراض أهمها فقدان الوزن والإحساس بالجوع والعطش الشديد وكثرة التبول والجفاف وضعف الإبصار، ويتم التأكد من مرض السكري بناءً على التحليل المعملي لعينة الدم المسحوبة من الوريد. # سمعنا كثيرًا عن مركز رعاية مرضى السكري نود التعرف على تاريخ المركز ووضعه؟ - أنشئ مركز رعاية مرضى السكري عام 1415ه وكان يشمل عيادة واحدة فقط، إلى أن اعتمد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد ياسين، والذي كان له الفضل الكبير بعد فضل الله، في قرار نقلنا إلى مبنى جديد متكامل على أعلى مستوى في شهر رجب 1430ه ومع الأسف يجهل الكثيرون وجود المركز . # ما الخدمات التي يقدمها المركز لمراجعيه من مرضى السكري؟ - المركز -ولله الحمد- يعد الأفضل من نوعه على مستوى منطقة المدينةالمنورة، حيث إنه يشمل العديد من العيادات التخصصية، ومنها وحدة التحضير حيث يتم استقبال المريض وفتح ملف له، ويتم إجراء الكشف المبدئي له في عيادة الطبيب المختص، ومن ثم يتم تحويله لقسم المختبر لسحب التحاليل الشاملة للمريض والتأكد من وجود المرض من عدمه، وبالفعل سجلت حالات مراجعة من بعض مرضى السكر للمركز ولديهم تقارير من بعض المستشفيات بضرورة بتر القدم وبعد المعاينة ومتابعة المريض بشكل دقيق على يد متخصصين تمكنا -ولله الحمد- من معالجة الحالة والاستغناء عن البتر. # ماذا عن وحدة التثقيف الصحي ووحدة التغذية؟ - تهدف وحدة العيادات التثقيفية لتغيير نمط الحياة الخاطئ إلى نمط صحي سليم يساعد على التقليل من مضاعفات المرض سواء الحادة أو المزمنة فالتعليم والتثقيف الصحي هو المفتاح لاستقرار مستوى السكر في الدم، أما بالنسبة لوحدة التغذية فيتم من خلالها تقديم المشورة من خلال متخصص في التغذية حيث تعتبر الحمية الغذائية هي الدعامة الأساسية في معالجة مرض السكر، وذلك باتباع برنامج غذائي محدد للمحافظة على المعدل الطبيعي للسكر في الدم. # ما الهدف من وجود وحدة القدم السكرية في المركز؟ - عند الإصابة بمرض السكر -لا سمح الله- تكون العناية بالقدمين أكثر أهمية؛ وذلك لأن الدورة الدموية تقل في أسفل القدمين، مما ينتج عنه تصلب الشرايين ومن ثم يؤثر ذلك على الدورة الدموية والجهاز العصبي تأثيرًا ضارًا، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى ما يسمّى بالغرغرينا، ومن ثم بتر الجزء المصاب. # توجد بالمركز وحدة فحص قاع العين «الشبكية» فما عملها؟ - تدار هذه الوحدة من قبل طاقم من الأطباء ذوي خبرة في مجال السكري وعلى مستوى عالٍ، حيث تتم متابعة الحالة حتى لا تتفاقم ويصاب المريض بالعمى لا سمح الله، وأخيرًا انضم الدكتور على كربوجي مدير مستشفى «أحد» لفريق العمل بحيث تكون لديه عيادة لمدة يومين في المركز # ما الجديد الذي تطمحون له من تطور في المركز؟ - بالتأكيد نسعى مستقبلاً لفتح عيادة الكلى بالمركز وعيادة القلب والغدد الصماء والمسالك البولية بحيث تكون جميع العيادات تحت سقف واحد ولا يحتاج مريض السكر للمراجعة خارج المركز . # يعاني كثير من المرضى عدم تمكنهم من استقرار نسبة السكر في الدم ما السبب في ذلك؟ - يرجع ذلك لثلاثة أسباب رئيسية وهي: عدم تناول العلاج في الوقت المناسب، وعدم تناول الغذاء المناسب، وعدم ممارسة رياضة المشي الخفيفة في الهواء الطلق. # ما النصيحة التي تقدم لمريض السكري في حال انخفاض نسبة السكر عنده؟ - إذا كان المريض غير فاقد الوعي فينصح بتناول كوب عصير أو ماء محلى أو قطعة حلوى أو سكر، أما إذا كان المريض فاقد الوعي فيجب وضعه على أحد الجانبين، ثم دهان تجويف الفم بالعسل أو حقنه «بالجلوكاجون» من قبل شخص متدرب على الحقن، وإذا لم يستعد وعيه فيجب نقله إلى المستشفى في أسرع وقت. # ما الأرقام المثالية التي يجب أن يحرص عليها مريض السكر؟ - تختلف فإذا كان صائمًا فيجب أن تكون من 70 -100 مجم / د.ل، أما بعد تناول الإفطار فيجب أن تكون 100-160 مجم / د.ل، أما بالنسبة للهيموجلوبين السكري «Hba1c» فيجب أن يكون أقل من 7%. # كيف يمكن تجنب المرض أو على الأقل تأخير المرض؟ - لعل أهم نصيحتين نؤكد عليهما دائمًا في الندوات التوعوية واللقاءات والنشرات هما: نوعية الأكل الصحي الجيد ورياضة المشي، وأود أن أشير هنا إلى أن الأكلات السريعة والمشروبات الغازية من أهم مسببات مرض السكر. # ما الدور التوعوي أو التثقيفي الذي يقوم به المركز؟ - ولله الحمد يوجد في المركز قاعة للندوات التثقيفية والتوعوية، وكانت في السابق تعقد كل شهر ووجدت أنا وفريق العمل بالمركز ضرورة تكثيف تلك الدورات فأصبحت كل يوم اثنين من كل أسبوع، بحيث يكون أسبوع للرجال وآخر للنساء، وننصح دائمًا باصطحاب أحد الأقارب؛ ليقوم بمساعدة المريض، خصوصًا كبار السن ولكن مع الأسف ما زلنا نعاني من عدم الإقبال الجيد على مثل هذه الدورات والندوات . # ماذا عن الأنشطة الخارجية؟ - نحن نشارك -ولله الحمد- بفعاليات خارجية كثيرة منها المشاركة بفعالية اليوم العالمي للسكر الذي يوافق 14 نوفمبر من كل عام، حيث يتم التنسيق مع بعض الأسواق في المدينةالمنورة، تعرض من خلاله العديد من الفعاليات كالمحاضرات والندوات والكشف على الراغبين في معرفة نسبة السكر وتقديم المطويات التعريفية بالمرض والخدمات التي يقدمها المركز.