يمارس الشيخ حمود الناجم الهيلا خبير النظم والمستشار القانوني الرياضة خمس مرات في الأسبوع بمعدل نصف ساعة كل يوم، ويعشق كتب القانون، جهاز المحمول رفيقه في السفر، لأنه يحفظ عليه جميع وثائقه ومستنداته. حقيبة سفره ضخمة دائمًا، لأنه يتوقع المفاجآت في السفر، الذي قد يمتد أكثر مما هو محدد، ويرى أن فتوى سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حول مضاعفة قيمة الغرامة المرورية، وأن المضاعفة “ربا لا يجوز شرعًا”، ووصف الدكتور النجيمي لمضاعفة المخالفة المرورية بأنها “سحت” وتحصيل لقيمة غرامة مرتين عن فعل واحد، ويقول: إن ذلك هو ما دفعه للتحرك لوقف تطبيق مضاعفة المخالفة المرورية أمام ديوان المظالم. ويرفض الناجم الفتاوى المثيرة، ويرى أن أي فتوى في قضايا الوطن والأمة الكبرى يجب أن تصدر من هيئات كبار العلماء والمجامع الفقهية، لا من المشايخ أو طلبة العلم، ويؤيد بشدة ممارسة المرأة السعودية لمهنة المحاماة، ويرى أن نسبة كبيرة من السعوديين تجهل النظم، ولا توجد لديهم ثقافة قانونية، ويشير إلى أن بطء التقاضي سببه الكم الهائل من القضايا أمام المحاكم، والبطء في نظر القضايا. وتحدث الهيلا عن مزيد من القضايا التي نجدها بين سطور الحوار التالي: يُعرف الشيخ حمود الناجم باهتماماته الدعوية والنظامية وخبراته القانونية ولكن ماذا عن هواياته الشخصية؟ - أحب ممارسة الرياضة، وأمارس الرياضة البدنية خمس مرات في الأسبوع بواقع نصف ساعة على الأقل يوميًا، وهذا من فضل الله عز وجل أداوم عليه منذ عشرين عامًا، ونصيحتي للجميع عدم الانقطاع عن ممارسة الرياضة خاصة في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر. هل تشجع ناديًا رياضيًا بعينه؟ - ليس لي علاقة بتشجيع الكرة، فلست هلاليًا ولا نصراويًا ولا اتحاديًا، هناك أندية رياضية كثيرة في المملكة لا أعرف حتى أسماءها، وهذا يوقعني في حرج شديد مع أبنائي الذين يتابعون كرة القدم كنظرائهم، وقد حاولت أن أزيد ثقافتي الكروية ولكن فشلت. ماذا عن الكتب؟ وهل خدعت في كتاب اشتريته من عنوانه؟ - أميل إلى قراءة الكتب القانونية والدعوية وأبحث عن الجديد منها أينما حللت في السفر. خدعت كثيرًا جدًا، للأسف هناك من يضعون عناوين مثيرة لكتبهم، وتكون مضامينها سطحية. منذ أيام اشتريت كتابًا يتحدث عنوانه عن كيفية التعامل مع الآخر وإذا بي أفاجأ بأنه يتحدث عن كيفية تسويق منتجات وسلع بطريقة ما وكيف تحصل على السلعة بأبخس الأسعار وهو كتاب مترجم. من رفيقك في السفر؟ - شيئان أساسيان: جهازي الجوال الذي يربطني بالعالم، وجهاز اللابتوب وفيه مستنداتي ووثائقي والكتب والدراسات القانونية والأنظمة. ما رأيك في السماح للمرأة السعودية للعمل بالمحاماة؟ وهل سبق أن ترافعت أمام محامية سعودية؟ - عمل المرأة في المحاماة ضرورة مهمة، فالمحاماة مثل أي مهنة، لكننا في حاجة إلى تنظيم وتحديد. داخل المملكة لم أترافع أمام محامية، أما خارج المملكة فكثير جدًا نجد المحاميات في مواجهتنا أو بجوارنا. البعض لا يزال يرفض ممارسة المرأة لهذه المهنة ولكل وجهة نظره. شخصيًا أرى أنه لا يوجد أي إشكال في عمل المرأة السعودية المؤهلة علميًا وشرعيًا بالمحاماة، ولكن هناك تفصيلات تتعلق بكل مجتمع وقيمه وثقافته والأعراف والتقاليد السائدة فيه. ما الأماكن التي تفضل زيارتها في سفرك؟ - المكتبات والمتاحف والأماكن السياحية التاريخية. حقيبة سفري دائمًا متخمة بالملابس ومستلزمات السفر خوفًا من مفاجآت تؤخر سفري. موقف صعب؟ - كنت في بلد عربي ودخلت للوضوء فإذا نظارتي التي لا أستطيع مفارقتها تقع مني داخل دورة المياه، كان الموقف صعبًا، حيث استعنت بعمال النظافة وجاؤوا لي بها وعدساتها مهشمة. المحاماة تجارة أم مهنة؟ - الاثنان معًا. حتى في السعودية. ولكنها مهنة جديدة نسبيًا من ناحية التقنين النظامي لها، وتجد الآن قدرًا كبيرًا من الاهتمام بعد النظم القضائية الجديدة، وكثير من أبناء المجتمع السعودي لا يعرفون شيئا عن النظم القانونية. هل دخل ساحة المحاماة في السعودية من هم غير مؤهلين؟ - قبل صدور نظام المحاماة دخل المهنة كل من هب ودب، وكانت الأغلبية من المعقبين، وكانت لديهم قضايا أكثر من الموجودة لدى مكاتب الاستشارات القانونية، وللأسف لا يزال هذا الوضع قائمًا حتى الآن. قضايا مثيرة عرضت عليك؟ وهل تقبل أي قضية؟ - عُرض علي كثير من القضايا المثيرة، ولكن أبرزها كان نزاعًا بين مؤسستين من كبرى الشركات التجارية في المملكة، وكانت نزاعًا قانونيًا معقدًا استمر ثلاث سنوات وانتهى بالصلح. لا أقبل أي قضية تُعرض عليّ إلاّ بعد دراستها وتكييفها القانوني. إذا لم يكن للمدعي حق فلا أقبلها وأنصحه بالإعراض عن ذلك، وقد حدث لي ذلك كثيرًا، ومؤخرًا نصحت أحدهم بقبول ما يعرضه عليه خصمه وألاّ يكون جشعًا ويراهن على المحامين، وفعلاً أخذ بنصيحتي. كيف هي علاقة المحامي بالقاضي؟ - المفترض أن تكون علاقة تعاون لأن المحامي يُعِين القاضي على كشف الحقيقة، ولكن الواقع والفعل غير ذلك، ولكل قاعدة استثناء. ضجة أثرتها وأنت تقاضي إدارة المرور.. لماذا؟ وما النتيجة؟ - القصة بدأت بفتوى سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء بأن مضاعفة قيمة المخالفة المرورية بعد شهر من تحريرها لا يجوز شرعًا، وتفصيلات الدكتور محمد النجيمي حول القضية من المنظور الفقهي. تأكدت أن المئات متضررون فبحثت الأمر قانونًا ونظامًا ووجدت أنه مخالفة في التطبيق، لأن المخالفة قد تسجل من قبل رجل المرور في الحاسب بعد شهر من تحريرها، وأحيانا تسجل تلقائيًا مضاعفة وهذا كله خطأ في التطبيق، فأعلنت عن رفع دعوى ضد إدارة المرور لإلغاء هذا الأمر. أعتقد أن الجهات المختصة بصدد تصحيح الوضع على حد علمي وإلاّ القضية مستمرة. ما الذي يزعجك؟ - الفتاوى التي تصدر عن غير أهلها ممّن ليس لهم علم أو يخوضون في قضايا تفصيلاتها غائبة عنهم. هل كل شخص لديه تأهيل شرعي أن يتصدى للفتوى؟ - الأصل أن الإفتاء والفتوى منظمة قانونًا ويجب الالتزام بالأنظمة.