هاجمني بعض القراء وكذلك بعض المواقع الإلكترونية لأنني كتبت مقالين انتقدت فيهما الشيخ الدكتور محمد العريفي بخصوص الزيارة التي أعلن بأنه سيقوم بها للقدس المحتلة من خلال الحلقة قبل الأخيرة من برنامجه التلفزيوني (ضع بصمتك). الهجوم الذي استهدفني كان يرتكز على أن الشيخ العريفي قام بتوضيح المسألة في الحلقة الأخيرة من برنامجه. والحقيقة أنني راجعت التوضيح فلم تزد الصورة عندي إلا غموضا. لقد قال الشيخ إن كلامه الذي تم بثه على مواقع اليوتيوب كان مبتورا، فهو لم يقل بأنه ذاهب للقدس فقط بل قال إنه ذاهب إلى القدس لتصوير حلقة من هناك بطريقة معينة. والحقيقة إنني لا أفهم ما الذي يمكن أن تضيفه عبارة (بطريقة معينة) بعد أن قال الشيخ بأنه ذاهب إلى القدس؟! الأدهى من ذلك أن الشيخ طلب من الله الحماية كي لا يتعرض للقتل على أيدي اليهود عندما يقوم بتلك الزيارة. وإنني لا أفهم كيف يمكن للإسرائيليين أن يقتلوا الشيخ وهو في زيارة إلى عمان وليس إلى الأراضي المحتلة؟ هل يعتقد الشيخ أنه مستهدف من جهاز الموساد مثله مثل قيادات حماس والجهاد الإسلامي؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يتخذ الشيخ تدابير أمنية احترازية في جميع رحلاته إلى الخارج؟! إن الحديث عن سوء الفهم ليس واردا في هذه الواقعة، فالشيخ قال بوضوح إنه ذاهب للقدس. وعليه فقد قام إمام وخطيب المسجد الأقصى بالإضافة إلى كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بمناشدة الشيخ بعدم الذهاب إلى القدس لأن ذلك يعد نوعا من أنواع التطبيع. والعجيب أن الشيخ لم يصدر بيانا رسميا من خلال موقعه الإلكتروني يرد فيه على كل البيانات التي صدرت وانتظر بدلا من ذلك موعد حلقته القادمة ليقدم فيه ما قال إنه إيضاحات حول الموضوع. وحتى لو أن الشيخ لم يكن في نيته زيارة القدس فلماذا لم يتكلم بشكل واضح ولماذا لم يقل بأنه سيصور من عمان من نقطة مشرفة على مدينة القدس؟ هل كان الشيخ يستخدم أسلوب الإثارة في تسويق برنامجه؟ وهل يليق بشيخ ورجل دين أن يستخدم هذا الأسلوب الذي يقترب من أسلوب الصحافة الصفراء في الدعاية خصوصا بعد أن دخل مدير قناة (إقرأ) على الخط ووعد بمفاجآت غير متوقعة ستحملها الحلقة؟! لقد كان الأولى بالعريفي أن يعتذر، فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون.