كان الله في عونك يا فلسطين، عبارة يرددها حال لساني عندما أشاهد مسلسل (الحزن والألم) صرخة حجر على قناة ال mbc والذي يحكي الوضع الأليم والمرير الذي يعيشه إخواننا المسلمون في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والمستمد دعمه من اللوبي الصهيوني ودول الغرب الحاقدين على الإسلام. هذا المسلسل يجسد المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني من الظلم والتعسف الإسرائيلي، وحاول إظهار هذه المأساة عبر الإعلام، وهي الطريقة التي كنا غافلين عنها إلى أن أرانا (صرخة حجر) نقطة ضعف الإسرائيليين، وهي أنهم لا يريدون أن تسلط عليهم الأضواء بما يفعلونه في إخواننا الفلسطينيين من مجازر وتشريد وظلم ونهب واغتصاب وغيرها من جميع أنواع الجرائم البشعة التي سجلها التاريخ. وإسرائيل تعي أهمية الإعلام لأنها دأبت على استخدام الإعلام ضد المسلمين، وهي الآن تفهم بأن المسلمين بدأوا يحاربونها بنفس سلاحها، وعلى ذلك اختلقت أزمة سياسية بينها وبين تركيا عند عرض المسلسل على شاشات التلفزيون التركي. ولا نغفل أن إسرائيل الصهيونية هي أول من استغل الإعلام الموجه ضد المسلمين لخدمة الصهيونية من خلال هوليود حيث استغلت قضايا عدة ؛ الهولوكست والتعذيب ضد اليهود الروس في ترويج فكرة الهجرة إلى أرض فلسطين، وبعد ذلك اتجهت بمعاونة الغرب بتسليط الأفلام والبرامج التي تصور المسلمين بأنهم مجموعة من الهمج والجهلة بل وإرهابيين سواء بصورة مباشرة لتصل أفكارهم إلى المشاهد الغربي، وأحياناً للمشاهد العربي المسلم. ولكن يبقى السبب الوحيد لتركيز الصهاينة ودول الغرب على هذه الوسيلة الإعلامية (التلفزيون) إلى أن العالم العربي يستمد ثقافته من التلفزيون بنسبة كبيرة تصل إلى 90%، وابعث من خلال مقالي هذا تحية تقدير وإعجاب لمؤسسة ال mbc والقائمين عليها على عرضهم لهذا المسلسل الجريء جداً وأرى أن يجتمع وزراء الإعلام واللجان الدائمة بالجامعة العربية، ومنظمة العالم الإسلامي، ومؤسسة البرامج المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، تحت هدف واحد وهو إنتاج وتبني مثل هذه الأعمال الإعلامية الهادفة لإبراز الحقائق والوقائع عن ممارسات صهيونية غاشمة ضد شعب مسلم ومسالم والدفاع عن مقدساتنا، وتراثنا، وحضارتنا الإسلامية في الأراضي الفلسطينية الطاهرة.