** هناك حساسية مفرطه في التعامل مع مواطني الدول الشرق الآسيوية التي نسافر إليها بغرض السياحة او التجارة ، وعلى وجه التحديد تلك الدول التي لها عمالة في بلادنا ، فبعضهم يطبق معنا سياسة التعامل بالمثل ، وبعضهم يتعامل معنا بجفاء ، والبعض الآخر بجلافة وحدة دون إبداء الأسباب ، لكن المحصلة الكاملة لأشكال ذلك التعامل يصدق عليها تذكير يوسف عليه السلام لإخوته عندما «قال هل علمتم مافعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون» وإذا أردنا أن نعلم مافعلنا فيمن كانوا بيننا ، ولم يصل إليه الإعلام ، فما علينا إلا أن نزور أقسام الترحيل لنستمع إلى بعض الموقوفين والموقوفات وكيف وصلوا إلى ذلك المكان ، وبصرف النظر عن وضعهم القانوني سنجد أن أولئك البعض قد وقع تحت ظلم كبير من بعض المواطنين ، لايتفق وابسط قواعد حقوق الإنسان ، تلك الحقوق التي تتعامل مع الإنسان ككائن حي مجردا من أي تبعية نظامية لإقامته أو جنسه أو سنه أو جنسيته. وعندما أقول «البعض» فأنا اقصد من له حقوق عند الآخرين من أرباب الأعمال أفرادا أو مؤسسات ووصل إلى «الترحيل» عن طريق كفيله أو من كان يؤويه بطريقة ملتوية حتى تضيع حقوقه التي لم يحصل عليها . إن كل من يقيم في بلادنا ثم يغادرها طواعية أو ترحيلا هو مؤسسة إعلامية متنقلة متكاملة الحلقات وكاملة التجهيز تبث انطباعاتها عن بلادنا ومواطنيها ، سلبية كانت أو ايجابية عن طريق كل الأدوات المتاحة بالكلمة والصوت والصورة لتكون رأيا عاما ، ولنا في حرب الخليج عندما اشتعلت بغزو البعث العراقي للكويت خير شاهد ، حيث وجدنا بعض الشعوب وقد انقلبت علينا تظاهرا وتأييدا أعمى للمعتدي رغم حسن العلاقة السياسية مع دولهم . أتمنى من جمعية أو هيئة حقوق الإنسان مجتمعتين أو منفردتين أن تزور أقسام الترحيل لتفرز من وقع فيها تحت ظلم كفيله اذا كان نظامي الإقامة أو من آواه من المواطنين أو المقيمين إذا كان مخالفا لنظام الإقامة ، وتعمل على أخذ حقه والوقوف معه ليعلم أننا كمجتمع فينا الجيد والرديء فالجيد سيراعي الله وسمعة بلاده في تعامله مع الوافدين ، أما الرديء فلابد أن يلقى الجزاء الرادع على مافعله من الجهات المسئولة التي ستأخذ الحق لكل طالب له ، وستضرب بيد من حديد على يد المتهاونين في حقوق الآخرين الذين يظنون أن يد القانون لن تطالهم.