لم يتسن لفرانسيس كولينز الذي ساعد في وضع خريطة الجينوم البشري اجراء تحليل لجيناته هو شخصيا حتى الصيف الماضي. وما عرفه أدهشه. تبين أن كولينز لديه استعداد للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وهو ما لم يشتبه به قط. واكتشف المدير السابق للمعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري هذا من خلال أبحاث توفرها شركات مثل نافيجينيكس وتوينتي ثري اند مي وديكودمي التي تتقاضى من العملاء بضع مئات من الدولارات مقابل نظرة على تكوينهم الجيني. وقال «خضعت للاختبار عند الثلاثة لأنني أردت أن أرى إن كانوا سيعطونني نفس الإجابة... اتفقوا جميعا على أن درجة تعرضي للإصابة بالسكري عالية» وبعد معرفة تلك المعلومات انقص وزنه 25 رطلا في نهاية المطاف. يقول بعض الخبراء إن العالم على شفا «عصر ذهبي» لعلم الجينوم حين ستكشف إطلالة على شفرة الحمض النووي الخاصة بك مدى امكانية الإصابة بالسرطان او السكري او أمراض القلب والتكهن بالعقاقير التي ستنجح معك. وتحاول الشركات خفض تكلفة مسح التسلسل الجيني وتتنافس على إنتاج الجهاز الذي سيكون موجودا في كل معمل للتكنولوجيا الحيوية كأحد معداته الثابتة لإجراء مسح كامل لتسلسل الجينوم للشخص على الفور. وفي لندن يصطف متطوعون اما مبنى تراست ويلكام لإجراء مسح لتسلسل الحمض النووي لديهم. وحتى الآن سجل نحو 450 الف بريطاني انفسهم (معظمهم بين 40 و 69 سنة) لمعرفة ما يمكن ان يصيبهم من امراض في المستقبل وفرص الشفاء منها.