القرامطة حركة باطنية هدامة تنتسب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث ويلقب بقرمط لقصر قامته وساقيه وهو من خوزستان في الأهواز ثم رحل إلى الكوفة، وقد اعتمدت هذه الحركة التنظيم السري العسكري، وكان ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية، ويتضح لنا تطور الحركة من خلال دراسة شخصياتها الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون المجوسية وتركوا أثراً بارزاً على سيرهم وتشكلها عبر مسيرة طويلة من الزمن .. من رؤوسهم رجل يقال له أبو طاهر دعا كل من كان في البحرين والأحساء من الشباب وعشاق السلاح هلموا إليَّ فإن لي بكم حاجة وكان ذلك قبيل موسم الحج فتجمع حوله خلق لا يحصون عدا فمضى بهم إلى مكة ووصل في وقت أداء الفريضة وقد كان الحجيج محرمين فأمر رجاله أن اشرعوا سيوفكم واقتلوا كل من تصادفونه، ثم أمر أن يدفن القتلى ببئر زمزم، ودفن كثيرا منهم في أماكنهم وحتى في المسجد الحرام، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فأراد أن يقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، وجاءه رجل فضرب الحجر بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود، شرفه الله وكرمه وعظمه، وأخذوه معهم حين راحوا إلى بلادهم، فكان عندهم ثنتان وعشرون سنة حتى ردوه في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة. هذه مقدمة لا بد منها لأدخل إلى ما رغبت أن أتحدث عنه هذا اليوم حيث برزت ظاهرة كثرة القنوات الفضائية التي ملأت الأفق وبدأت تظهر لنا وجوها نعرف منها وننكر ممن نصّبوا أنفسهم للفتوى في كل شيء ، لكن أن يتدخلوا في قضايا شرعية حساسة جدا تمثلت في أن يخرج أحدهم ويصرّح بكل ثقة أن ما يجري في المطاف داخل الحرم المكي الشريف هو اختلاط بين الرجال والنساء نهى عنه الشرع ، وليته سكت عند هذا الحد وقال إن على علمائنا الأجلاء علاج هذا الأمر بالطريقة التي يرونها مناسبة ومن خلال هيئة كبار العلماء التي منحت الثقة من ولي الأمر ، لكنه جزم وعزم وبكل ثقة بأن علاج ذلك هو هدم الحرم المكي الشريف وإعادة بنائه من جديد ليكون مفصولا بين الرجال والنساء في أسلوب مفاجئ ومخيف جدا نخشى من خلاله أن يعيدنا عدة قرون إلى الخلف في دعوة لقرامطة جدد عادوا للهدم من جديد وهذه لعمري حادثة خطيرة ينبغي التصدي لها من علمائنا والوقوف أمامها بحزم لكي لا يخرج علينا كل يوم واحد من هذا الصنف ، خصوصا وأن الكعبة المشرفة منذ عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يتم الطواف حولها بهذا الأسلوب ومن الرجال والنساء دون أن نسمع صوتا نشازا كهذا الصوت ، ثم إن المسلم داخل الحرم سواء رجلا أو امرأة لديه ما يلهيه عن ذلك أو يشغله دون التفكير في مثل هذا الأمر إلا من شذ وهو نادر الحدوث ، فهل يقف علماؤنا الأجلاء أمام تلك الأصوات بحزم قبل أن تتكاثر في مشهد خطير . أسعد الله أوقاتكم