أعلن الموسيقار اللبناني زياد الرحباني أن الألبوم الجديد لوالدته مطربة العرب الكبيرة السيّدة فيروز سوف يصدر خلال الأيام القريبة المقبلة وسيحمل الألبوم عنوان «إيه في أمل». وكشف الرحباني في ندوة عُقدت قبل أيام في مؤسسة الأهرام الصحافية المصرية بالقاهرة بمناسبة حضوره للقاهرة ومشاركته في مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز في افتتاح دورته الثانية بساقية الصاوي بالقاهرة، أن تجربته المسرحية في بداية حياته جاءت للانفاق على أعماله الموسيقية وتحقيق الاستقلال عن عائلته، وقال: لقد اشتغلت في المسرح عندما قام ناد رياضي بدعوتي للقيام بمثل هذا الدور وتقديم مسرحية كل أسبوع فوجدتها فرصة مناسبة للحصول على الأموال للإنفاق على أعمالي الموسيقية إلى جانب تحقيق الاستقلال المادي عن الأسرة. ونفى زياد الرحباني في بداية الندوة أن «يكون تأخر وصولي إلى مصر بسبب وجود موقف سياسي مني أو من مصر، هذا غير حقيقي بالمرة، وكل المعلومات الموجودة على النت لا أساس لها من الصحة، وكان من المفترض أن آتي إلى مصر إلى دار الاوبرا المصرية في عام 1998 بمبادرة من زياد بهاء الدين، إلا أن الأمور لأسباب لا إرادية لم تحقق رغبتنا في التواجد في مصر. مدير الندوة حسن أبو طالب نوه في بدايتها إلى أن «زياد يشكّل تجربة مختلفة فنياً وسياسياً إلى جانب قدرته على التمرد على الواقع والإبداع ورصده لكثير من الأحداث السياسية التي مرّ بها لبنان وبرامجه الإذاعية التي استطاعت حشد اللبنانيين في فترة الحرب الأهلية»، معتبراً ان زيارة زياد لمصر تعد حدثاً مهماً يجب الاحتفاء به. الجدير بالذكر أن الموسيقار اللبناني أقام حفلاً فنياً كبيراً بمناسبة زيارته للقاهرة، وضمن مهرجان الجاز، وحضر الحفلة أكثر من ثلاثة آلاف شخص جاءوا للاستماع للموسيقار زياد الرحباني في حفلته في القاهرة، وقد بدأ الجحمهور في الحضور منذ الساعة السادسة مساء رغم أن الحفلة بدأت الساعة التاسعة، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى الفنان اللبناني في مصر، وقد اكتظت قاعة مسرح النهر المقامة تحت جسر 15 مايو الذي يشق جزيرة الزمالك بالقاهرة، وتمتد في الحديقة المشرفة على النيل، حيث وقف المئات إلى جانب الجالسين على المقاعد، وانسحب عدد كبير أيضاً من الجمهور قبل بدء الحفل بسبب الزحمة الشديدة وعدم قدرة المكان على استيعاب مثل هذا الحشد الكبير الذي حضر للاستماع إلى موسيقى زياد الرحباني التي أثّرت بالكثيرين في مصر رغم أنهم دفعوا ثمن تذاكرهم. وقال محمد الصاوي من مركز ساقية الصاوي الثقافي التي نظمت المهرجان في القاهرة في كلمة له قبل بدء الحفل إنهم «لم يتوقعوا كل هذا الإقبال مما دفعهم إلى فتح المجال أمام بيع الكثير من التذاكر ووضع شاشات كبيرة في الحديقة المحيطة بالمسارح لمتابعة حفل زياد بعدما نفدت التذاكر المقررة أكثر من مرة». وبدأ الحفل مع مقطوعة «هدوء نسبي» من تأليف زياد الرحباني الذي أتى مع فرقته التي شارك فيها إلى جانب اللبنانيين عازفون سوريون ومصريون وأجانب من هولندا وبلغاريا، وقد وقف المئات في مقدمة المسرح واستقبل الجمهور الكبير الرحباني بعاصفة من الهتافات التي تنادي باسمه وموجة من التصفيق استمرت دقائق. وقدم زياد مجموعة من المقطوعات الموسيقية والغنائية من بينها «العقل زينة» إلى جانب توزيع جديد لأغنية «باكتب اسمك» وقامت المغنية اللبنانية منال سمعان بغناء «معلومات مش أكيدة» و»روح خبّر عني» و»سهار بعد سهار» لحن الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب ضمن توزيع جديد، وتشاركت منال سمعان مع المصري هاني عادل مغني فرقة وسط البلد بتأدية أغاني «تلفن عياش»، ودويتو »الأفضل انك تحتشمي» الذي لاقى إعجابا وتصفيقا من الحضور، و»بما انو»، و»ياليل ياليل» بتوزيع جديد. وفي نهاية الحفل غني زياد الرحباني «بلا ولا شي». بعدها قام رئيس المهرجان عمرو صلاح ومحمد الصاوي بتقديم ميدالية المهرجان لزياد باعتباره «فخر العرب في الموسيقى»، ونقل محمد الصاوي عن زياد الرحباني قوله: «التكريم الحقيقي هو التكريم الذي أحصل عليه من تواصلي مع الجمهور وفتح الفرصة أمامي لمثل هذا التواصل».