قرّرت زوجتي العزيزة ترميم بيتنا الصغير, وعندما تُقرّر زوجتي فمن الصعب عليّ رفض قراراتها، وهي أشبه بقرارات المندوب البريطاني السامي في الدول التي احتلّتها بريطانيا عندما كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس!. والله زمان يا بريطانيا العُظمى، صرتِ صُغرى، تتبعين عمّك الأمريكي (سام)، وتأتمرين بأمره وتنتهين بنهيه في السلم والحرب، فسُبحان مُغيّر الأحوال!. الشاهد.. أني بحثتُ في المحلاّت والورش الخاصّة عن مِهنيين, فوجدتُ مصريين للسباكة، وسوريين للتبليط، ويمنيين للدهان، وهنودا للكهرباء، وبنغاليين للحدادة، وأتراك للتنجيد، وباكستانيين للجبس، وفلبينيين للديكور، يعني هيئة مِهنيين دولية لها أول بلا آخر، وكلّ مِهني منهم إن لم يعمل لك دلّك على أحد بلدياته، مُطبّقاً لمبدأ (أنا وأخي على ابن عمّي، وأنا وابن عمّي على الغريب)!. والغريب هم السعوديون فأين هم؟! أين خريجي الكليات والمعاهد المهنية؟! هل هم غير مؤهّلين للاستقلال بمحلاّتهم وورشهم الخاصّة؟! إن كانوا كذلك فهل يعني هذا فشل برامج التدريب التي نُفّذت لهم؟! وهل استوعبتهم كلّهم جهاتنا الحكومية والأهلية فتركوا العمل الحرّ في المحلاّت والورش الخاصّة للوافدين؟! طبعاً لا، لأنّ كثيراً منهم يشكون عدم قبولهم في هذه الجهات ويُعانون من البطالة! وهل ينقصهم التمويل ليفتحوا محلاّتهم وورشهم الخاصّة؟! إن كان كذلك، فأين المُخصّصات الحكومية لإقراضهم؟! أهي غائبة أم ضئيلة؟! أسئلة ترفع الضغط والسكّر، ألتمس معها أن تُقرّر زوجات مسئولي العمل ترميم بيوتهم ليعرف المسئولون ضخامة المشكلة.. لعلّهم.. لعلّهم.. يحلّونها!. فاكس 026062287 - [email protected]