صحيح أن ما يحدث من تهويد للقدس هو أمر يدمي القلب ، وصحيح أن المخططات المضمرة للمسجد الأقصى هي شيء يشعر كل حر بالعار ، إلا أننا يجب ألا ننسى وسط ذلك أن أرض فلسطين كلها مقدسة وأن وجود الصهاينة فيها هو تدنيس لهذه القدسية . إن كل مدينة فلسطينية هي قدس بحد ذاتها ، وكل منزل فلسطيني هو أقصى ، وكل إنسان فلسطيني هو مشروع شهيد وشاهد على قبولنا بالذلة واستسلامنا أمام مجموعة من اللصوص والقتلة الذين لا يسندهم حق ولا تدعمهم شرعية . إن ما يحدث في القدس هو تمريغ لكرامة العرب والمسلمين جميعا في التراب ، لكن من قال إن ما يحدث في الضفة وغزة وحتى أرض 48 ليس تمريغا لكرامتنا هو الآخر ..؟ من قال إن حصار شعب أعزل وتجويعه على مدار ثلاث سنوات ليس ضربة موجهة للجميع وليس سوى اختبار أو (( بروفة )) لما سيفعلونه غدا بكل شعب يتجرأ على لفظ كلمة لا في وجوههم ؟ لقد أضعنا القدس منذ أن أضعنا فلسطين ، ولقد فرطنا في الأقصى منذ أن اتخذنا من السلام خيارا استراتيجيا وتخلينا عن كل الأوراق والخيارات الأخرى التي يمكن أن نتبناها حيال قضيتنا الأم . لقد تركنا مصير القدس في يد صبيتها وشبانها وفتياتها الذين خرجوا ليدافعوا عنها بالحجارة ، وتركنا فلسطين لشعبها الأعزل المحاصر ، فأين سنذهب من توبيخات التاريخ التي تنتظرنا ؟ نحن الذين أضعنا القدس.