تبدأ لجنة تقدير عقارات قطار الحرمين الشريفين السريع خلال الأسبوعين المقبلين رفع بيانات 80 قطعة أرض من بين 126 عقاراً في الدفعة الأولى، إلى وزارة النقل لتدقيقها وإحالتها إلى وزارة المالية للبدء في صرف التعويضات للمواطنين وفق سعر مقدر للمتر المربع يتراوح بين (500- 2500) ريال حسب الموقع، فيما سيتم تحديد سعر البناء وفقا لتشطيبها، وتقع هذه العقارات في منطقة تقاطع مدينة الحجاج. وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها التي سيتم فيها التقدير، لتنفيذ المشروع مقابل تعويض الملاك عن قيمة أراضيهم، والتي هي ضمن 1500 عقار بين مكةالمكرمة ومحافظة رابغ. وتوقع مصدر مسؤول بوزارة النقل أن يتم الانتهاء من رفع بقية بيانات أصحاب العقارات الذين سيتم تعويضهم تباعا خلال العام الحالي، ما عدا المناطق التي لم يراجع أصحابها (نحو50%) مما يشكل عقبة قد تؤخر عملية نزع العقارات. وأهاب المصدر بالمتأخرين الإسراع بمراجعة إدارة النقل والطرق بمنطقة مكةالمكرمة مصطحبين معهم الوثائق المطلوبة، لافتا إلى أن المقاول بدأ في إنشاء الأعمال الترابية والخرسانية في المناطق المفتوحة التي لا توجد بها عقارات، مثل " رابغ، وثول" . وأشار إلى أن مرحلة التقدير بدأت في بحرة، فيما تم تقدير العقارات الواقعة على التقاطعات التي يتم تحسينها (8 تقاطعات)، ومنها تقاطع القاعدة الجوية، مدينة الحجاج، شارع محمد بن عبدالعزيز ، حيث تم ترقيم العقارات وعليها إشعار يوضح المستندات والشروط المطلوبة للتعويض، ليستدل عليها أصحابها في مراجعة إدارة النقل بمنطقة مكةالمكرمة، حيث يقوم حاليا استشاريون بأعمال المسح على تلك العقارات المنزوعة. يذكر أن لجنة تقدير عقارات قطار الحرمين تتكون من عدة جهات مختلفة هي إمارة منطقة مكةالمكرمة، وزارة النقل، المؤسسة العامة للسكك الحديدية، وزارة العدل، أمانة جدة، إضافة إلى اثنين من خبراء التثمين العقاري. يذكر أن مشروع قطار الحرمين الشريفين السريع هو عبارة عن إنشاء خطوط حديدية مكهربة في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بطول يزيد عن 45۰ كلم مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة، وتوفير قطارات سريعة بأحدث التقنيات والتجهيزات، حيث سيتم في المرحلة الأولى بناء خمس محطات ركاب، منها محطتان في مكةالمكرمة، ومثلهما في مدينة جدة بكل من مطار الملك عبد العزيز ووسط المدينة، والمحطة الخامسة ستكون في المدينةالمنورة. ومن المنتظر أن تشهد المرحلة الثانية بناء محطة أخرى في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ. وسيخدم المشروع بشكل رئيس نقل الركاب الذين يمثل غالبيتهم الحجاج والمعتمرين، ويتوقع أن يصل حجم النقل السنوي ما يزيد على 3 ملايين راكب، حيث تشير الإحصاءات خلال موسم حج عام 1426ه إلى نقل أكثر من 3,5 مليون حاج على الطرق السريعة ما بين مكةالمكرمةوجدةوالمدينةالمنورة، فيما وصل عدد المعتمرين في العام نفسه أكثر من مليوني معتمر. ووفقاً لدراسة أعدتها وزارة الحج عن تطور قطاع نقل الحجاج فإنه من المتوقع أن تتضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين خلال الخمس والعشرين سنة المقبلة إلى أكثر من 3 ملايين حاج وأكثر من 11 مليون معتمر، بنسبة زيادة سنوية للحجاج 1,41%، و 3,14% للمعتمرين، وهو ما يحيى الآمال بتوسع نشاط النقل بالقطار على هذا المسار ويشجع على الاستثمار فيه. ويقوم بتنفيذ هذا المشروع أربعة ائتلافات، هي (ائتلاف الراجحي، ائتلاف بن لادن بمشاركة ائتلاف أو إتش إل الدولية، ائتلاف سعودي أوجيه المحدودة، والائتلاف السعودي الياباني)، وتضم هذه الائتلافات عددا كبيرا من المقاولين والشركات المتخصصة في صناعة وتشغيل أنشطة الخطوط الحديدية، إضافة إلى نخبة من كبار المستثمرين السعوديين. ويربط الخط الحديدي للمشروع مكةالمكرمة بالمدنية المنورة مروراً بمدينة جدة ومطار الملك عبد العزيز، بينما يتعلق الجزء الثاني من المرحلة الأولى ببناء المحطات، أما المرحلة الثانية فهي تشمل تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والتشغيل والصيانة. وكان وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العسّاف، ووزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، قد وقعا ممثلين عن الحكومة السعودية يوم الأربعاء 7 ربيع الأول 1430ه عقداً مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية لمشروع قطار الحرمين السريع بقيمة (6.785.831.152 ) ريالاً. وتم البدء في تنفيذ أعمال جسم الخط الحديدي والجسور والعبارات حيث سيتم إنشاء 25 جسراً للخط الحديدي منها 15 خارج المدن و10 داخل المدن، فيما سيتم إنشاء 157 معبراً منها 35 للأودية ونحو 122 عبارة (قنوات لتصريف مياه الأمطار) كما تم تحديد معابر الجمال والسيارات عن طريق اللجان المشكلة لذلك وعددها 17معبراً في الحدود الإدارية لمنطقة مكةالمكرمة و53 معبراً في الحدود الإدارية لمنطقة المدينةالمنورة، إضافة إلى إعادة تأهيل وتطوير الجسور الواقعة على طريق الحرمين بما يتناسب مع مسار القطار حيث سيتم بناء 47 جسراً للطرق منها 40 خارج المدن و7 داخل المدن.