الحصوات البولية هي ثالث أشهر الحالات المرضية التي يعالجها طبيب المسالك البولية بعد التهاب المسالك ومشاكل البروستاتا. هذا ما يؤكده الدكتور عاطف عبدالحميد كاتب استشاري جراحة المسالك البولية للكبار والأطفال ويضيف أنه على الرغم من أن الكلى هي التي تكون أغلب الحصوات فإن الجسم يتعامل معها على أنها جسم غريب لا يرتاح إلا بإزالته والغالبية العظمى من حصوات الحالب تتشكل في الكلية ثم تنزل إلى الحالب وقد يتعذر مرورها خلال الحالب بسبب وجود تضيقات طبيعية في الحالب أو بسبب تضيقات تليفية ناتجة عن التهابات قديمة وفي كل الأحوال فإن الحصوة تحتجز خلف تضيقات الحالب ويكبر حجمها حتى تؤدي إلى انسداد جزئي أو كامل في تجويف الحالب مسببة المغص الكلوي ولأن الكلية أوسع من الحالب مساحة فإن حصوات الكلية لا تسبب انسدادا إلا فيما ندر وتكون آلامها محصورة في الظهر وقد يصاحبها التهاب كلوي ينتج عنه سخونة بالجسم واستفراغ وإعياء عام، أما الحالب وبسبب أنه طويل وذا مسار متعرج فإن أعراض الحصوات فيه تختلف حسب مكانها. وحول الفرق في الألم الناتج عن حصوات الحالب حسب مكانها يقول الدكتور عاطف: بالنسبة لحصوات أعلى الحالب فإنها تسبب مغصا كلويا مع إشعاع للألم بعرض الظهر وأما حصوات وسط الحالب فإن إشعاع الألم يمتد سفليا باتجاه العانة وبعرض أسفل البطن وقد يختلط بالتهابات أو أكياس المبايض لدى النساء أو بالتهاب الزائدة الدودية إذا كانت الحصوة في الحالب الأيمن، أما حصوات أسفل الحالب فينتج عنها أعراض بولية كالحرقان وسرعة التبول وتكراره وتشع الآلام إلى مجرى البول الخارجي وعموما فإن أخطر موقع تتواجد فيه حصوات الجهاز البولي هو الحالب لضيق مجراه ولشدة آلامه ذلك لأن الانسداد الكامل للحالب يؤدي إلى تدهور في وظائف الكلية بعد 24 ساعة من حصوله وقد لا يتعافى الضرر الكلوي إذا جاوزت مدة الانسداد الكامل الأسبوعين ومن الأعراض التي قد تنتج من حصوات الحالب التبول الدموي وصديد البول وانتفاخ البطن ناهيك عن آلام المغص المبرحة والتي تصنف الثانية في شدة آلامها بعد الم الولادة. وفيما يتعلق بالعلاج يشير الدكتور كاتب إلى ان إجراء الأشعة الظليلة أو المقطعية الحلزونية للمسالك البولية تبين تفاصيل أكثر من مجرد حصوات الحالب حيث يحتاجها الطبيب في اختيار العلاج والذي يتراوح ما بين تناول الأدوية الطاردة للحصوات إذا كان قطر الحصوة لا يتجاوز 4 مليمترات أو إجراء جلسات لتفتيت الحصوة أو معالجتها بالمنظار الجراحي البولي بحسب ما يراه الطبيب مناسبا بناء على حجم الحصوة ومكانها من الحالب ونوع الأملاح المكونة لها وعما إذا صاحب وجودها مشاكل مرافقة كالتضيقات المتليفة والتشوهات الخلقية وغيرها.