بعض حملة الأقلام العربية (أو العبرية لا فرق) تراهم وأقلامهم مشهورة باستمرار للهجوم على حماس الفلسطينية، فلو نعق صهيوني كاذب، أو عربي حاقد في أقصى المعمورة متّهمًا حماس بأي نقيصة، لتلقفها هؤلاء المأجورون على أنها حقائق لا تقبل النقاش، مستلين سكاكين الطعن في حماس في كل اتجاه متاح. طبعًا حماس لن تلقي لهم بالاً، فقد باتوا مكشوفين، معروفين في لحن القول، ونغمة الحرف، وانحراف التوجّه. وهم في النهاية أحرار يكتبون ما شاءوا، لكن وزر الكلمة سيظل يلاحقهم إلى يوم يُبعثون. الغريب أن هذا الفجور في الخصومة الذي يمارسه هؤلاء تحت ستار العقلانية والموضوعية وغيرها من الهرطقات البائسة، ينقلب إلى استكانة ووداعة تجاه إسرائيل وجرائمها التي أظهرتها للعالم كله عارية على حقيقتها.. نظام عنصري بغيض لا يتورع عن انتهاك حرمات أي بلد آمن، حتى لو كانت الإمارات العربية الشقيقة التي تستضيف بعضًا من هؤلاء المأجورين. حادثة قتل محمود المبحوح تدخل أسبوعها السادس، والمأجورون صامتون تمامًا. والصور المسجلة بالفيديو تملأ شاشات التلفزة، وصفحات الصحف، والمأجورون صامتون تمامًا! والسلطات المعنية في دبي اليقظة تشير بأصابع الاتّهام إلى الموساد الإسرائيلي بكل ثقة، والمأجورون صامتون تمامًا! ودول بريطانيا وأيرلندا وفرنسا والنمسا وأستراليا وغيرها تستدعي السفراء الإسرائيليين لديها احتجاجًا على تزوير جوازات سفر هذه الدول، والمأجورون صامتون تمامًا! وأحد كبار المسؤولين الصهاينة ينادي علنًا بقتل إسماعيل هنية، والمأجورون صامتون تمامًا! إرهاب تمارسه دولة إسرائيل ضد أمن دولة شقيقة آمنة مسالمة مثل الإمارات، ومع ذلك يبخل المأجورون الصامتون بكلمة احتجاج واحدة. لا عجب، فالمقابل الصهيوني أكبر من أن تتجرأ الأقلام المأجورة على الاستهانة به. وفي روايات أخرى، يُقال بأن لدى الصهاينة وثائق وصورًا وتسجيلات تثبت تورّط الأقلام المأجورة في فضائح مدوّية لا يملكون إزاءها إلاّ إعلان (انبطاحهم) الكامل لتل أبيب، حتى لو دفعوا هم من جيوبهم للكيان الهمجي الغاصب. إنه خزي في الدنيا ليس له نظير، فأجرنا يا مولانا من خزي الدنيا، وادفع عنا عذاب الآخرة. [email protected]