يشكل تراكم المواد الدهنية على جدار الشرايين التاجية أحد الأسباب الرئيسية للذبحة الصدرية فمع امتداد الترسب الدهني مع حدوث مضاعفات داخل هذا الترسب منها النزف والتقرح والتكلس مما ينتج عنه في النهاية ضيق شديد في الشرايين أو انسداد كامل مما يؤدي لظهور الأعراض وقد اوضح الدكتور محمد العامري استشاري امراض القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ان الذبحة الصدرية هي نوبات من الألم الشديد يشعر به المريض في صدره وهى ناتجة عن نقص في كمية الدم الذي يغذي عضلات القلب عبر الشرايين التاجية هذا الألم له صفات تميزه بمعنى آخر: ليس كل ألم يحدث بالصدر هو “ذبحة صدرية”. ويختلف المرضى كثيراً في وصفهم للآلام التي يشعرون بها أثناء النوبة. فمنهم من يصفها بشيء ثقيل يضغط على الصدر والبعض الآخر يقول أنه يشعر بشيء يعتصر أحشاءه أو ربما وصفها كأنها حرارة شديدة أو نار مشتعلة في صدره وهكذا . كما أنها تكون مصحوبة بضيق في التنفس. ويكون الألم عادة في وسط الصدر أي خلف عظمة “القص”، وهى العظمة المسطحة في منتصف الصدر التي تتصل بها الضلوع. وقد ينتشر الألم إلى أماكن أخرى قريبة مثل الذراع أو الكتف ( عادة الأيسر ) أو إلى الرقبة أو أحياناً إلى الفك. وتأتي آلام الذبحة الصدرية على أثر مجهود إما عضلي ( وهذا هو الغالب ) أو ربما مجهود ذهني أو عاطفي كالحزن أو الغضب الخ . ثم يزول الألم عند الراحة أي أذا توقف عن المجهود كما أنه يزول أذا تناول المريض حبوب النيتروجلسرين تحت اللسان لأنها تقوم بتوسعة الشرايين التاجية وتستمر النوبة مدة تتراوح بين 5-15 دقيقة عادة. وعن أسباب الذبحة الصدرية قال الدكتور العامري إن السبب الرئيسي للذبحة الصدرية هو تصلب الشرايين التاجية مما يؤدي إلى ضيق هذه الشرايين ونقص في كمية الدم الذي يمر بها مما يحرم عضلات القلب من الأكسجين. وإلى جانب تصلب الشرايين هناك أسباب أخرى يمكن أن تسبب الذبحة الصدرية منها: التشوهات الخلقية في هذه الشرايين أو انقباض ( تقلص ) هذه الشرايين أو انسدادها بتخثرات دموية ومنها أيضاً أمراض بعض صمامات القلب مثل ضيق الصمام الأورطي أو الميترالي وكذلك ارتفاع ضغط الدم، ولكن السبب المهم والرئيسي هو تصلب الشرايين التاجية. الأعراض والتشخيص يعتمد التشخيص كثيراً على شكوى المريض والأعراض التي يشعر بها ولذلك يجب الدخول في جميع التفاصيل المتعلقة بهذه الآلام من حيث نوعها ومكان حدوثها ومدة النوبة والعوامل التي تسببها ومدى المجهود الذي يحدثها وما يصاحب هذه الآلام من أعراض أخرى مثل ضيق التنفس أو سرعة دقات القلب، أو غيرها. وإذا فحص الطبيب المريض أثناء النوبة فسيلاحظ أنه شاحب اللون ويتصبب عرقاً من شدة الألم وعند الكشف عليه سيجد بعض الارتفاع في النبض وضغط الدم إلى جانب علامات أخرى يلاحظها عند الاستماع إلى القلب بالسماعة الطبية. وعن الفحوصات أوضح الدكتور محمد العامري انها عبارة عن: 1- تخطيط القلب بعد المجهود وهو أكثر الفحوصات شيوعاً كما أنه غير مكلف . ففي حالة الذبحة الصدرية يوضح التخطيط علامات معينة تدل على وجود نقص في كمية الدم الذي يصل إلى عضلات القلب وهو ما يسمى بنقص التروية القلبية. 2- استخدام المواد المشعة في التشخيص هذه الطريقة أكثر تكلفة من سابقتها ( التخطيط ) ولكنها أكثر دقة وتتلخص في حقن المريض بمادة مشعة هي الثالييوم 201 بعد أن يقوم بمجهود ثم يتم تصوير القلب بالأشعة بعد المجهود مباشرة ثم بعد مرور 4 ساعات على ذلك. وإذا كان المريض عاجزاً عن القيام بالمجهود فيمكن حقنه بمادة معينة يكون نتيجتها نفس تأثير المجهود على القلب ثم يحقن بالمادة المشعة وتؤخذ الأشعة كما سبق . 3- استخدام الموجات فوق الصوتية ( وهى المعروفة بالإكو). يمكن أجراء هذا الفحص أثناء الراحة أو على أثر مجهود وهو أقل تكلفة عن الفحص بالمواد المشعة وهو يعطي معلومات مفيدة عن حالة القلب ومدى تأديته لوظائفه كما يبين أذا كان المريض قد أصيب بجلطات سابقة في القلب. 4- قسطرة القلب هذه هي الوسيلة المثلى للتأكد من حالة الشرايين التاجية وهى تتلخص في إدخال قسطرة ( أنبوب طويل ) عن طريق أحد الشرايين الطرفية ثم إيصاله إلى القلب وحقن مادة ملونة داخل الشرايين التاجية وبعد ذلك تؤخذ صور شعاعيه لمعرفة مدى أتساع الشرايين . ولا يلجأ إلى هذه الطريقة إلا أذا فشلت الوسائل الأخرى . طرق العلاج توجد عدة طرق للوقاية وطرق أخرى للعلاج حددها الاخصائيون، منها:1- الإجراءات الوقائية بما أن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالات الإصابة بالذبحة الصدرية فلابد من إزالة هذه العوامل : فيجب على المريض -أن كان مدخناً- أن يقلع عن التدخين وإذا كان عنده ارتفاع في ضغط الدم فلابد من علاجه كذلك إذا أثبتت الفحوصات وجود ارتفاع في نسبة الدهون والكوليسترول في الدم فيجب معالجتها واتباع نظام غذائي خاص لهذا الغرض ولإنقاص الوزن إذا كان المريض بديناً كما يجب السيطرة على مرض السكر إذا كان المريض مصاباً به. 2- العلاج الدوائي أن أول خط علاجي يتمثل في أعطاء المريض حبوب «نتروجليسرين» التي توضع تحت اللسان عند اللزوم فهي فعالة في تخفيف الألم ويظهر مفعولها خلال دقائق -وإذا كانت النوبات تتكرر أكثر من مرة في الأسبوع فيمكن أعطاء حبوب النترات الطويلة الأجل والتي تمتص ببطء ويستمر مفعولها مدة أطول- كما توجد لصقات على الجلد ومراهم تحتوي على النيتروجلسرين وتمتص عن طريق الجلد. كما ينصح أيضاً باعطاء المريض جرعات صغيرة من الأسبرين لأنه يمنع تخثر الدم ومن الأدوية المقيدة للذبحة الصدرية في بعض الحالات مثبطات البيتا ومضادات الكالسيوم. وهناك وسائل علاجية أخرى منها: أ- توسعة الشرايين التاجية بواسطة بالون تحمله قسطرة القلب مع وضع دعامة أو شبكة دقيقة داخل الشريان ليظل متسعاً ويسمح بمرور الدم المطلوب. ب- عملية جراحية لزراعة أوعية دموية سليمة لتقوم بعمل الشرايين المتصلبة وبذلك تعود التروية الطبيعية إلى عضلات القلب . وتؤخذ الأوعية المنزرعة إما من أوردة ساق المريض أو بتوصيل الشريان الثدي الداخلي إلى القلب.