المتابع لما يحدث على الساحة (الشرق الأوسطية) منذ عشرات السنين يجد بأن هناك تحالفًا مشبوهًا بين (الهلال والنجمة) ضد السنّة في كل زمان ومكان، ولو استعرضنا الأحداث منذ ثلاثين عامًا لوجدنا أن (إيران والصهاينة) أصدقاء ضدنا (أعداء ضد المصالح الخاصة بكل واحد منهم) فعندما (غضت الطرف) الصهيونية عن إسقاط صديقهم الحميم الشاه ليتولّى الخميني الحكم (الثورة الإسلامية) الشيعية، ثم (إدخال عراق صدام) في حرب مع إيران لمدة ثماني سنوات، ومن ثمَّ توريطه في الدخول للكويت، وبالتالي إخراجه بتحالف دولي كلّفنا نحن أبناء الخليج خسائر في الأموال والأرواح، ناهيك عن (الخسائر البيئية) ثم إسقاط صدام، واحتلال العراق (وتولية الشيعة) حكامًا للعراق، ناهيك عن (الدعم للحوثيين). وشيعة لبنان - وباكستان - وأفغانستان... وإلخ من (المجموعات الشيعية) لتحريكها ضد الدول (السنية) في كل مكان بدون أن تتحصن أمريكا زعيمة الصهاينة في العالم من (الخطر الشيعي)، حتّى خلافها المزعوم مع إيران ثم تحييد المذهب الشيعي عنه، (بل سلّطوا جام غضب إعلامهم وتحركاتهم السياسية، وعقوباتهم على كل مَن هو (مسلم سنّي)، بالرغم من تظاهرهم بأنهم أصدقاء لنا نحن أبناء منطقة الخليج عامة، وبلادنا خاصة، ولا زالوا لا يتعبون من اتّهام السنّة والوهابية بأنهم الخطر الدائم الذي يهدد دول العالم كله، بدءًا من أمريكا، مرورًا بأوروبا، وعطفًا على إسرائيل (أُس البلاء)، فهل سمعتهم ذات يوم أن أمريكا وإعلامها يسلّطون الضوء على الظلم الشيعي في إيران (للسنّة الإيرانيين)؟ الجواب بالطبع لا. وهذا ما يؤكد أكثر أن عدوّهم جميعًا هو (الإسلام الحق) الذي تمثله السنّة، وهم الخطر الداهم الذي يرعب الصهاينة، حيث إنهم يعرضون مقدار قوتهم وعزة الله عزوجل لمن يحارب في سبيل الله، وأهدافه نشر الدّين في كل مكان. أمّا الخلاف على المصالح بين الصهاينة والإيرانيين، فهذا طبيعي.. كما أن مسلسل الاغتيالات وآخرها المبحوح لم يكن ليتم لولا أن هناك تعاونًا بين استخباراتهم الخبيثة، ناهيك عنه سطوة إيران التي أخضعت طائرة قائد جند الإسلام بطائرتين إيرانيتين تسرحان وتمرحان في سماء الخليج، لا نعلم كيف يحدث مثل هذا الاختراق في ظل القواعد العسكرية الأمريكية، ونشاط الموساد الاسرائيلي، وطائرات الأواكس إذا لم يكن هناك تعاون وتنسيق بين هؤلاء لما كان ذلك يحدث كل هذا، ونحن صامتون حتى عن مساءلة السيدة أمريكا.. ما دورك على الأراضي العربية، وفوق السماء العربية، وبوارجك تجوب البحار العربية إذا كان الأمن يُخترق بهذا الشكل المزري؟ ولكن أعتقد -والله أعلم- أن حتى السؤال لا نجرؤ عليه؛ نظرًا لضعف أصاب الجميع. أمّا التحالف فقائم شئنا أم أبينا، مع خبث صهيوني لإدخال المنطقة في حرب شيعية سنية تنتهي باستيلاء الصهاينة على كل ثروات وأراضي المنطقة مهما كانت التحالفات والصداقات ما دام الفائدة ستعود عليهم، وفي النهاية انتصار نجمة داوود من البحر للبحر، ودحر الهلال ليظل قابعًا في الجزر الفارسية، وعليه فإن الحرب ستحقق لهم أهدافهم الاقتصادية مقابل تحقيق أهدافهم الدينية الشيعية التي لم ولن تكون خطرًا على الصهيونية العالمية، فكلاهما لا يختلفان كثيرًا.. فقط شاهدوا وتابعوا وانتظروا الأيام المقبلة. خاتمة: اللي يرضى بأن يكون قمامة فلتبعثره الدجاج!!