أحياناً تثور ثائرتنا على أشياء تافهة فتجدنا نخلق منها معارك دونكيشوتية بلهاء ،فنرص الصفوف من أجلها ونستدعي الأدلة والمراجع لتأكيد وجهة نظر ...هي في صحتها لاتعني شيئاً للمواطن البسيط .. بل هي عنده من سقط المتاع !! هذا المواطن البسيط ... لايفرق بين «إسلامويين» أو «ليبراليين» فهو يراهم في المسجد مسلمون مواطنون... ولايعنيه من قريب أو بعيد الأجندة السرية التي يتصرف على أساسها هؤلاء البشر، هويسمع عنهم لكنه لايعرفهم حتى وإن حاولوا إدخاله في لعبتهم . ولكنه في نفس الوقت ليس ساذجاً إلى الحد الذي ينسى فيه من قتلوه،أوأهدروادمه، أو كفروه،أوخونوه،أو سرقوه!! هو في الأخير رجل متصالح مع نفسه يعرف حدود الله،ويعيش على قسطرة مبادئه لآخردفقة دم من قلبه. أكثر مايغضبه من معشر المفتين والمثقفين والكتاب أنهم في رأيه هامشيون في كلام هامش !! فألسنتهم وأقلامهم عاجزة على تتبع من سرقه وسرق وطنه وثروة ابنه، يؤلمه تجاهل النخب للمبادئ وتعالمها في التفاصيل. يسألني دائماً أسئلة محرجة ثم يمضي باسماً وأنا أتلعثم في إجابتي !! آخر أسئلته المحرجة « ألم يسمع هؤلاء بقصة تهريب وسرقة النفط السعودي لمدة خمسة عشر عاماً عبرأنابيب -وليست براميل- من المنبع في الميناء الرئيسي إلى المصب في بطن ناقلات النفط العملاقة ،ومن ثمّ إلى فرنسا وأوربا !! قلت بلى، ولكن هذا خبرعادي .قال: وماهو غير العادي في نظرك ونظرهم؟!!» قلت: البيان الذي سنعلنه حول اعتراف صديقي في الأربعاء وغيرها ..الكاتب الساخر أحمد العرفج بسرقاته الكبرى لبضع ريالات من درج أمه ، ومن بقالة الحي ،ومن النقل الجماعي إضافة لسرقاته الفكرية للحافظ بن حجر العسقلاني ، ولعبدالرحمن رأفت الباشا ،وللشاعر فاروق شوشة ،معرجين على فتوى الكاتب اللامع عبدالعزيز الخضرله بأن الله عفا عما سلف مادام فعلها صغيراً ونصرة لك أيها المواطن البسيط يامن تتهم المفتين والمثقفين والكتاب بالهامشية سيستنكر البيان جرأة الخضرالعجيبة على الفتوى ويطلب استتابته أو إهداردمه وتحليل قتله،كمايرى أن سرقات العرفج مما عمت به البلوى على الوطن والمواطن...وقد أقدم على بعضها وهو بالغ راشد لذا عليه أن يعيد ماسرق إلى أصحابه مع الزيادة، ويبادر إلى فعل الأعمال الصالحة من صدقة وعمرة وحج تعويضاً لمن سرق أموالهم ومؤلفاتهم وقصائدهم وتطهيراً لنفسه مع استتابته فإن نكص إلى ماتعود ..ينفذ فيه حد السرقة تأديباً له وردعاً لأمثاله !! أما من سرق البترول من ينبع إلى فرنسا طوال خمسة عشرعاماً،فإننا ندعو له بالهداية والصلاح ،ونقول له عفا الله عما سلف ، ونرجو ألا يعودها مرة عاشرة،والله الهادي إلى سواء السبيل.