قال صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة ورئيس إدارة شركة روتانا أن بعض الصحفيين “سلّونا” بالأخبار والمواضيع التي نشرتها عدة وسائل صحفية عن وجود “أزمة” أو “ضعف مالي” أو غير ذلك من أمور تتعلق بهذا الجانب، وقال بأنها أخبار غير صحيحة، وأن روتانا في وضع ممتاز، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي تم قبل أيام بين شركة روتانا وشركة نيوز كورب العالمية (Newscorp)، وقامت بموجبه الأخيرة بشراء حصة تبلغ 9.09 في المائة من شركة روتانا، بأنه اتفاق يؤكد قوة موقف الشركة، ولولا مكانة روتانا في الشرق الأوسط، لما قامت شركة نيوز كورب بذلك، حيث تتضمن بنود الإتفاقية على قيام نيوز كورب بشراء أسهم حديثة الإصدار لروتانا بقيمة 70 مليون دولار، مع احتفاظ نيوزكورب بالحق في زيادة نسبتها إلى 18.18 في المائة خلال فترة ال 18 شهراً التالية بعد اكتمال الصفقة. وأكد الأمير الوليد أن هذا الاتفاق بين الشركتين هو نقلة ليس لروتانا فقط، وإنما للإعلام العربي ككل، فشركة نيوز كورب شركة إعلامية كبرى والوحيدة في العالم التي تعمل في القارات الخمس، ولا يوجد سواها من يقوم بذلك، علماً أن المفاوضات بين الشركتين بدأت منذ سنتين وشهرين بالضبط، وقامت نيوزكورب بعمليات تقييم لكثير من الشركات العربية، ولكنهم قالوا لم نجد مثل روتانا في العالم العربي، وتم الانتهاء من الصفقة قبل أسبوع، وسوف يتم الانتهاء من جميع مراحل الصفقة خلال الأسابيع القريبة المقبلة. وعاد سموه وقال إن هذه الاتفاقية هي ردنا العملي على كل ما قيل ونُشر حول روتانا في بعض وسائل الإعلام الصحفية، وقد تابعت بنفسي كثيرا مما نشر، وكنت أضحك، لأن ما مانشروه لم يكن صحيحاً. وأوضح الأمير الوليد أن شركة المملكة القابضة التي يترأس مجلس إدارتها تملك حصة قدرها تقريبا 7 في المائة من الأسهم العادية فئة ب في شركة نيوز كورب، والصفقة بين روتانا ونيوز كورب، تعزز من تواجد نيوزكورب وذلك بالشراكة مع إحدى أكثر الشركات الإعلامية قوة في المنطقة. وأضاف: تحدثت مع رئيس شركة نيوز كورب وهو صديقي مردوخ وقلت له بالحرف «لك تواجد في كل أنحاء العالم إلا في العالم العربي»، ومن هنا كان الاهتمام بهذه الصفقة، ونحن سعداء بهذا التحالف مع نيوزكورب إحدى أكبر الشركات الإعلامية العالمية والتي تحظى بسجل حافل على الصعيد العالمي، وهذا الاستثمار سيعزز بدوره هذا التحالف، وسوف تدعم موقع روتانا القوي في المنطقة وتوسيع وصولها إلى العرب في كافة أنحاء العالم، وأؤكد ان الصفقة ستجعلنا نشتغل على جميع القطاعات (التلفزيون- السينما- نقل التقنية). مشيراً إلى أنه تم رفع رأس مال روتانا، وأن عام 2009 كان آخر ضخ لروتانا، والآن أصبحت تكتفي ذاتياً، موضحاً أن روتانا بشكلها الحالي بدأ قبل 5 سنوات، وكانت سابقاً شركة موسيقية فقط، والآن تغيرت وتنوعت نشاطاتها الفنية والإعلامية، ونحن على ثقة بأننا سنستفيد من نيوزكورب الكثير، مثل كيفية إخراج الأفلام، وكذلك في التلفزيون، وعموماً فإنني أتمنى أن نستفيد من خبرتهم ونسخّرها لإعلامنا العربي. الجدير بالذكر أن لدى روتانا أكبر مكتبة أفلام عربية. كما أنها الشركة العربية الكبرى في إنتاج الموسيقى العربية وتضم تحت مظلتها العديد من الأسماء المعروفة من الفنانين والفنانات من كافة بلدان الشرق الأوسط، وتمتلك أكبر مكتبة منوعات للأغاني العربية. بالإضافة إلى ما تملكه الشركة من شبكة قنوات تلفزيونية متميزة بالاضافة الى إحدى كبرى شركات بيع الإعلانات في المنطقة. كما لديها شبكة قنوات راديو حالياً تشهد عملية توسع، وأيضاً مجلة اجتماعية منتشرة عبر جميع الدول العربية، وروتانا كافيه في عدة مدن، وأنواع متعددة من الخدمات التقنية المتخصصة. وكانت شركة روتانا قد أعلنت الأسبوع الماضي عن هذه الصفقة بين الشركتين، في مؤتمر صحفي أقيم بالرياض، وحضره عدد كبير من الصحفيين الإعلاميين السعوديين والعرب، وأعلن خلاله الأمير الوليد بن طلال عن هذه الاتفاقية وشرح كافة تفاصيلها، ونوه بأن المهم الآن هو الاستفادة من خبرات نيوزكورب ومكانتها العالمية، ورغم أن روتانا كسبانة، ونيوزكورب أيضا كسبانة من هذه الصفقة، إلا أن الكاسب الأكبر هو الإعلام العربي. كما أجاب سموه في المؤتمر الصحفي على الكثير من الأسئلة والاستفسارات. فأشار إلى النية لطرح أسهم روتانا، وسوف يتم تعيين شركة الشهر المقبل تتولى عملية دراسة وطرح الأسهم في الأسواق. ورفض سموه فكرة إندماج روتانا مع شركات عربية أخرى، وقال: روتانا مكتفية مادية حالياً بغض النظر عن الشائعات التي قرأناها في بعض الصحف مؤخراً، وللعلم فإن اتفاقنا مع نيوزكورب جاء في المقام الأول من أجل الاستفادة من خبراتها الإعلامية في السينما والتلفزيون، وكان الموضوع المالي آخر همنا في هذه الصفقة. وتابع الأمير الوليد: أي شركة عربية ترغب في الإندماج مع روتانا، عليها تقديم ما عندها، وأنا أقول أن روتانا شركة كبيرة بما تملكه من «موجودات»، ولا توجد شركات عربية أخرى تملك «موجودات» مثل روتانا، فمثلاً لدينا شبكة أفلام عربية بما يقارب لأكثر من 40% من الأفلام العربية القديمة، ولدينا 11 قناة تلفزيونية و «العداد ماشي». وعن السينما ودعمه لهذا المجال، أكد الأمير الوليد اهتمامه بهذا الموضوع، وأشار إلى أن قطاع السينما في المملكة غير مرخص له رسمياً، ولكن لدينا وسائل أخرى لعرض الأفلام السينمائية السعودية، ومنها التلفزيون، رغم أن العالم كله لديه دور عرض سينما، ولكن متى صدر نظام لقطاع السينما، وهذا الأمر سوف يأتي عاجلاً أو آجلاً، فسوف نساهم في صناعة سينما في المملكة. وتحدث الأمير الوليد بن طلال عن سوق الكاسيت والسي دي، فأكد أنه في انحدار، فالآن أصبح تحميل أي أغنيات ممكن عن طريق الإنترنت، ولا شك أن القرصنة أضرّت الكثير من الشركات. وأكد سموه أن روتانا لديها مجموعة من الأسماء الفنية البارزة، ففنانو روتانا هم فئة أ، وهم البارزون على مستوى الساحة العربية، ومعظم فنانينا أوفياء معنا، ونحن طبعاً لا نقبل بعقد مع فنان خسران مهما كان اسم الفنان، ولكن الذين مع روتانا الآن فنانون كبار، وحتى الفنانين الذين غادروا روتانا سوف يعودون لها. كما تحدث الأمير الوليد عن قضية إغلاق مكاتب قناة ال LBC في المملكة، فأكد أن ولاء قناة LBC وولاء بيار الضاهر أمر معروف، ولكن لكل جواد كبوة، وحدث خطأ صغير، ونشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي هو فوق الجميع، فأعفى عن الإعلاميين المعنيين، وأنا أؤكد أن ال LBC سوف تبث من السعودية وتقدم برامجها ومواضيعها التي تخص المجتمع السعودي. وعن نية روتانا للحصول على تصريح بث إذاعي (FM) بعد أن بدأت وزارة الثقافة والإعلام في إصدار التصاريح، قال الأمير الوليد إن روتانا سبق وأن تقدمت بعرضين سابقين للحصول على تصريح بث إذاعي ولدينا عرض ثالث أعتقد أن فرصته بالفوز بتصريح كبيرة والسعر الذي قدمناه هو سعر مناسب، ونحن لدينا إذاعات في الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وسنحرص على الحصول على تصريح بث في المملكة. وعن مدى إمكانية الاستفادة من الاتفاقية الحالية بين شركة روتانا وشركة نيوز كورب، من أجل نشر الثقافة العربية على مستوى العالم، قال سمو الأمير الوليد: «إن الله لا يغيّر ما بقوم»، وعلينا أولاً أن نعرّف ثقافتنا لأنفسنا وشعوبنا، وبعد ذلك نصدّرها للعالم. ونوه سموه في ختام المؤتمر بأن قوة شركة روتانا ناجمة من فريق العمل بها من مديريها وما يقومون به من جهود.