* مائة وتسعون دولة تمثلت بقياداتها وخبرائها ومنظماتها المتخصصة في الاجتماع الاخير في كوبنهاجن فشلت في ايجاد حلول لمشكلة الاحتباس الحراري الذي يشكل هاجسا لملايين البشر.. علما أن الاجتماع ضم الدول الكبرى والصناعية الى جانب الدول الأخرى.. فماهي العقبة الحقيقية لإيجاد الحلول المتوخاة؟!. * لقد بدأ دق ناقوس الخطر في هذه المشكلة قبل عقدين، عندما بدأ العالم يدرك الخطر الجوي والعواقب الجسيمة للتغير المناخي المتوقع وجاء ذلك في البيان الصادر عن مؤتمر جنيف الذي عقد في العام 1990م برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة ومنظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية وشارك فيه 700 عالم من 100 دولة. * لقد جاء في ذلك البيان أن معدل الزيادة المتوقعة لدرجة الحرارة خلال القرن القادم (الحالي) إذا لم يتم الحد من الزيادة المطردة للغازات الدفينة ومسببات الاحتباس الحراري ستكون زيادة غير مسبوقة، ولم يحدث لها نظير خلال العشرة آلاف سنة السابقة، وستؤدي إلى تغيرات في المناخ تشكل تهديداً خطيراً يمكن أن يعرض التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كثير من مناطق العالم للخطر بل ويمكن أن يهدد البقاء في بعض الجزر الصغيرة كجزر المالديف وغيرها من المناطق الساحلية المنخفضة والمناطق القاحلة وشبه القاحلة. * كما تشير معلومات أخرى بأن أكثر من مليار شخص سيكونون عرضة لنقص المياه بسبب ذوبان الثلوج الجبلية والمساحات الجليدية التي تعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة وسيعرض ثلث الحيوانات والنباتات لخطر الانقراض وسيكون له آثار مدمرة على ملايين الاشخاص في الدول الأكثر فقراً. * كما تشير ببعض المعلومات الى أن القطبين الشمالي والجنوبي قد بدآ في الذوبان بسبب استمرار ارتفاع درجة الحرارة وسيستغرق ذوبانهما ما بين خمسة وعشرين عاما وثلاثين عاما مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وحدوث فيضانات مدمرة سوف تترك تداعيات على الكرة الأرضية. * وأكد الباحثون العلاقة بين التغيير في درجات الحرارة ونمو الفيروسات والجراثيم وغيرها من عوامل الأمراض، وازدياد نشاط ناقلات الامراض التي تصيب الإنسان والحيوان، وانتشار القوارض والبعوض والذباب الذي صرنا نلاحظ تكاثره بشكل لافت. * هل عجز قادة وخبراء العالم في حل هذه المشكلة المدمرة التي قد توازي أسلحة الدمار الشامل في مضمونها.. وهل هناك أسرار خفية لا نعرفها بالرغم من توفر العلماء الكبار في مجالات البحوث والتقنيات لمعالجة معظم مسببات الاحتباس الحراري سواء بإيجاد البدايل أو خفض مسبباته حتى وإن تطلب ذلك جهدا ونفقات مالية باهظة لأن سلامة الكون والبشر يستحقان ذلك. * لا أحد يريد الحد أو حتى تقليص المصانع الضخمة في العالم التي تزود العالم باحتياجاته ولا أحد يريد الحد من الانتاج البترولي الذي يعتبر شريان الآلة والمصانع والمصدر الرئيس لبعض الدول.. لكننا مع الإبقاء على كل هذا وذاك. نريد حلولا تمنع هذا الخطر الداهم والذي لن تسلم منه حتى دول المصانع ومصادر البترول ولابد أن تتحرك كل الإمكانات العالمية لإيجاد الحلول دون التأثير سلباً على كل المصادر الحيوية والأساسية لكل الدول.. فهل هذا ممكن حدوثه؟. وبالله التوفيق.