وصْلتا الطريق في جدّة، عند تقاطع شارعي صاري وقريش مع طريق المدينة باتجاه الشمال، تعجّان بين الفيْنة والأخرى بكلّ ما تنصّ عليه كتب الهندسة المدنية من العيوب الأسفلتية ذات المقاس العملاق (XXXL): حُفر، ومطبّات، ونتوءات، وكشوطات، وانهيارات، وتشقّقات، وتموّجات، وانجرافات، و...، و...، و... .! والمُغيظ في الأمر هو أنه بُعيْد كلّ إصلاحٍ للوصلتيْن تعودان كما كانتا، بل أسوأ ممّا كانتا! فتتراقص السيارات عليهما بمن فيها من الغلابة.. أهل جدّة!. أنا أظنّ -وإن كان بعض الظنّ إثمًا-، أنّ الأمانة العزيزة، وبفشلها في إصلاح هاتيْن الوصلتيْن جذريًّا، وربّما بعدم رغبتها، تدعو أهل جدّة للرقص على وحده ونص، فمَن يراقبهم داخل سياراتهم عند عبورهم للوصلتيْن، وهم يتمايلون يمنةً ويسرةً، وللأمام وللخلف، و(ينطّون) للأعلى ثمّ للأسفل، لا يموت همًّا، كما لا يساوره شكّ أنهم راقصون محترفون لرقصات عالمية، إمّا (Ballrooms) مثل الفالس، أو التانغو، أو الفوكس تروت، وإمّا (Latino) مثل الباسادوبلي، أو الرومبا، أو التشاتشا، أو السامبا، ولو رآهم الفيلسوف الإنجليزي (Heflok) الذي يعشق الرقص كثيرًا، ويتّهم مَن لا يمارسه بأنه فاشل في فهم المغزى السامي للحياة، لبعث خطابًًا على ورق سيلوفان فاخر إلى الأمانة مكوّنًا من (3) كلمات فقط هي: (Municipality Jeddah Thanks)، أو شكرًا أمانة جدّة!. إني أتساءل: إن كانت الأمانة فشلت في إصلاح وصلتيْن قصيرتيْن لا تتجاوزان عشرات الأمتار، فهل ستنجح في إصلاح ملايين الأمتار الأخرى المعطوبة في جدّة؟ هذا سؤال أطرحه، مع رفضي القاطع لدعوتها للرقص، ولو كانت مجّانية!. فاكس 026062287 [email protected]