حكاية أعجبتني لأنها تحمل عبرة للناس، لكن أكثر من يحتاج إلى ما تحمله هذه الحكاية من عِبر هم نحن معشر الكُتاب الذين يُخِشون أنفهم فيما يعنيهم وفيما لا يعنيهم... في أكثر الأوقات؟! والحكاية تقول إنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة، وهم: رجل دين، ومحامٍ، وعالم فيزياء. وعند لحظة تنفيذ حكم الإعدام تقدّم رجل الدين وقبل وضع رأسه تحت المقصلة سألوه: هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟ فكان رده: هذا قضاء الله وقدره.. وما قدره الله نافذ. فلما نزلت المقصلة توقفت قبل أن تجز رقبته.. فتم إطلاق سراح رجل الدين. وجاء دور المحامي إلى المقصلة.. فسألوه: هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟ فقال: أنا لا أعرف الله كما يعرفه رجل الدين، ولكن أعرف أنه عادل.. والعدالة يجب أن تأخذ مجراها. ونزلت المقصلة.. وعندما وصلت لرقبته توقفت.. فتم إطلاق سراح المحامي. وأخيرا جاء دور عالم الفيزياء.. فسألوه: هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها؟ فقال: أنا لا أعرف الله كرجل الدين، ولا أعرف العدالة كالمحامي، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنعها من النزول... وبالفعل وجدوا أن كلامه صحيح، فتم إصلاح العقدة.. ونزلت المقصلة على رقبة الفيزيائي ففصلت رأسه عن جسده. أما العبرة التي نخرج بها من هذه الحكاية فهي أنه من الأفضل لك أن تبقي فمك مقفلا أحيانا، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة. فالغباء هو طوق النجاة.. والسكوت هو علامة الرضي. والراضي كالقاضي ما أحلاه عندما يكون “فاضي”.