* وفي المدينةالمنورة قال الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي إنه لا نجاة من الهلاك إلا بالصلاح والإصلاح كما قال الله تعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)، ومنْ منّ الله عليه بصلاح نفسه فعليه أن يدعو غيره إلى هذا الخير العظيم، وأكد القاسم أن التمسّك بالدين وصية الله لرسوله (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) وفي زمن الفتن وكثرة الشبهات والشهوات يظهر أثر الصلاح في السلامة منها، وصلاح المجتمع باستقامة الرجال والنساء فيه على دين الله. وعن مزايا الصلاح وفضل الصالحين قال إن الشاب الذي نشأ في طاعة الله يظله الله تحت ظل عرشه، والمرأة تتميز على غيرها بالدين «فاظفر بذات الدين»، وصلاح العبد يمتد إلى الذرية كما قال سبحانه عن اليتيمين: (وكان أبوهما صالحاً)، وصلاح الأبناء ينال الآباء قال عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» وذكر منها: «أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم، والصالح موعود بالمغفرة والأجر الحسن وبجنات النعيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».و تكلم الشيخ القاسم عن الأسباب المعينة على الصلاح والهداية فقال: عمارة المساجد بالصلاة وتلاوة القرآن ولزوم حلق الذكر فيها من أسباب الإعانة على الهداية، قال جل شأنه: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، ودعاء الله سبحانه وطلب الهداية منه من أقوى الأسباب في حصولها والصحبة الصالحة خير معين على الطاعات، كما تحدث القاسم عن العمل الصالح وشرط قبوله وقال إنه الإخلاص فيه لله وأن يكون موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة والتابعون متمسكين بقوله عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ». والمسلم يحب ربّه فيفرد عباداته كلها لله، ويحب نبيّه عليه الصلاة والسلام فيطيع أمره ولا يزيد على شرعه شيئاً موقناً بأن محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم هي في طاعته، كما قال سبحانه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).