عنون الأستاذ الدكتور سالم بن أحمد سحّاب الكاتب المتألّق في هذه الجريدة، بمقاله المنشور يوم الأحد ربيع الأول الجاري لسرقة كبيرة ب«سرقات في وضح النهار»! أورد معلومات بمنتهى الخطورة عن أحد هوامير المقاولات وروّاد الفساد الإداري، الذي تجرّأ -دون خوف من الله، أو رقابة بشرية، أو خجل من نفسه- فسرق على «عينك يا تاجر» جزءًا كبيرًا من أهم مصادر الوطن الاقتصادية، بل هو المصدر المعوّل عليه -بعد الله- في تسيير دفة الحياة الاقتصادية، وما يترتب عليها من معطيات بناء الوطن، واستمرار تنميته، والأدهى والأمر أن هذا المختلس -كما ذكر السحّاب، وبعض الصحف- هو أحد المقاولين المشرفين على هذه المنشأة، ونفّذ سرقته وهو مستتر تحت مسؤوليته التي أفقدها أهليتها باستغلال نفوذه بالانحراف عن مجرى الصواب إلى المجاري النتنة الموصلة لحساباته الداخلية والخارجية بدون وجه حق، وقد أسدل على نفسه الستار فترة طويلة في غياب الرقابة الخاصة والعامة؛ ممّا جعله يتصرّف تصرف المالك الحقيقي آمن العقوبة. هذه الجرّأة التي حدثت في غياب ضمير المقاول الهامور، ونوم ضمير الرقباء المؤتمنين أقل ما توصف به بأنها كارثة فساد مقننة، بل كارثة فساد فوق العادة لم نسمع لها سابقة مماثلة بحجمها، وطول استمرار تنفيذها، ولكن أراد الله أن يفضح هذا الهامور، وهو ليس الوحيد الذي نفذ هذه الخيانة، بل لا بد من ورائه ضمائر خائنة مستترة، وكشفها يستحق قرارًا صارمًا يقف على مكمنها، ويعاقب أبطالها دون هوادة. فليست كارثة جدة ببعيدة عنَّا، فقد أصدر رجل الإصلاح وملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- قرارًا بتشكيل لجنة على مستوى عالٍ تطال كلّ مَن له يد في نتائج كارثة السيول، وما أشبه اليوم بالأمس، فإن لم نفعل فلننتظر مدلهمّات فسادٍ أخطر ممّا حدث.. والله المستعان. وقفة: قال بعض الحكماء: لا خير في القول إلاّ مع العمل..