أبدى عدد من مثقفي ومسؤولي المدينةالمنورة سرورهم لاختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) المدينةالمنورة لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، وقالوا إن المدينةالمنورة كانت ولازالت عاصمة للثقافة الدينية، ومنارة من منارات العلم والثقافة في العالم منذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، معتبرين أن الثقافة لتتشرف بانتمائها للمدينة المنورة. وقامت “المدينة” باستطلاع رأي مسؤولي ومثقفي طيبة عن هذا الحدث الهام، وكانت آراؤهم كالتالي: منارة للعلم والثقافة أوضح الدكتور منصور النزهة مدير جامعة طيبة أن اختيار المدينة لأن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2013م، لا شك أنه يأتي في مكانه الصحيح؛ لأن المدينة هي عاصمة الإسلام الأولى، معتبرًا أن هذا اختيار موفق؛ لأنه شع وبرز منها نور الإسلام وهي منارة للعلم والثقافة، ومأوى للدين وللعلم ومهوى لأفئدة العلماء والمفكرين من كل أنحاء العالم الإسلامي، حيث يجتمع فيها الحجاج والمعتمرون من جميع أقطار العالم، وهناك الجمع الكبير من كبار العلماء في العالم الإسلامي ممّا جعلها مركزًا وشعاعًا للعلم والفكر والمعرفة باجتماع أساطين العلم والفكر وباجتماع الكثير من طلبة العلم من كل أنحاء العالم الإسلامي، وعلى مر العصور الإسلامية، فبقيت مركز الدنيا ومنبرًا من منابر الإشعاع العلمي والفكري منذ صدر الإسلام . مأرز الإيمان وقال الدكتور محمد علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية إنّ اختيار المدينةالمنورة لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1434ه الموافق 2013م، لهو اختيار صائب وانتخاب موفق، ورؤية ثاقبة تعكس مدى الأثر العميق الذي يحمله العالم الإسلامي لهذه البقعة المباركة التي أشرقت منها شمس الحضارة المسلمة، فأضاءت المشرقين بنور الحق الأبلج، مزيحة ستائر الجهالة العمياء، ناشرة على الجميع طمأنينة العدالة وثقة المساواة، فلا فرق إلاّ بالتقوى ولا رفعة إلاّ بالإيمان والعلم. وألمح أن المدينةالمنورة منذ أنار جنباتها مقدم الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، ظلت مأرزًا للإيمان وموئل العلم ومهد السماحة الحقّة، وبزغ منها الإخاء الخالص في الله ونبذ فيها الشح الذميم ، لتتآصر على ثراها الطيب قلوب المهاجرين والأنصار وتتآلف النفوس التي نشقت عبيرها الزكي تآلفا قادها إلى فتح العالم المعروف آنذاك، وإلى دك بنى الطغيان الجاهل وتشييد صروح الفكر الرشيد. ودعا الدكتور العقلا بتضافر جميع الجهود الخيّرة من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد لإظهار هذه المناسبة متساوقة مع قداسة المكان وتاريخ الزمان وعبقرية التأسيس المعرفي لمدينة أختارها الله لحبيبه لتكون له الدار الخالصة في الدارين. نشر المعرفة وأوضح الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان رئيس النادي الأدبي بالمدينة لا غرو أن تكون المدينة عاصمة للعلم والثقافة الإسلامية منذ اللحظة التي حل في رحابها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنى فيها مسجده الذي هو مهوى أفئدة المسلمين وطلاب العلم وللمسجد النبوي تاريخ حافل في نشر العلم والمعرفة، حيث يلتقي فيه طلاب العلماء بالعلماء عبر التاريخ من كل حدب وصوب، والمدينة ثرية بمكتباتها الغنية بكنوز ونفائس الكتب المخطوطة، وهي مشهورة بمدارسها العامرة بالعلم والمعرفة ومن يطلع على كتاب التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي يدرك حقيقة ذلك. عاصمة الإسلام وأعتبر محمد قشقري رئيس النشاط الثقافي بتعليم المدينة أنّ هذا الخبر يبعث على الاعتزاز الواثق، ولكن هل كانت المدينةالمنورة غير ذلك؟ فإنّ المدينةالمنورة بقدسيتها التي لا تمارى وبتاريخها الثقافي الذي هو تاريخ الإسلام بمجمله هي العاصمة الحقيقية للثقافة المسلمة كانت ذلك ومازالت كذلك فقد استقر دورها الرائد والرئيس منذ تأسيس الدولة المسلمة تحت قيادة الرسول صلى الله عليه وسلّم على أراضيها المباركة، حيث نشأ التأسيس المعرفي للأمة الإسلامية حين نهض مسجد قباء مؤسسًا على منهاجية التقوى ليتلوه بعد حين يسير تشييد الحرم النبوي الشريف ليواكب التأسيس السياسي والعسكري والفكري لدولة الإسلام. المدينة الفاضلة وبارك الدكتور سليمان الرحيلي أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة طيبة وعضو المجلس البلدي بالمدينة اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م لسكان المدينة والعالم الإسلامي، وأضاف إن المدينة مؤهلة حضارية ومدنيًّا لأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية لما فيها من زخم حضاري وتاريخي وعلمي وأخلاقي وسياسي، موضحًا إن صح التعبير أن تسمى المدينة الفاضلة بما تمثله من مكانة مرموقة وسامية في نفوس المسلمين وكل شخص ذو فكر وثقافة أصيلة، مبينًا أنه لابد من تفعيل مثل هذه المناسبة وأن تظهر المدينة في ثوبها الثقافي على كافة المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية وتظهر بمكانتها ويكون هناك حفل لإبراز دور المدينة الثقافي والحضاري، حيث إن المدينة تمثل هذا المفهوم لما تمثله من المكانة الكبيرة بين شقيقاتها من المدن الإسلامية الأخرى. مدينة الضياء وقال الدكتور عبدالعزيز محمد كابلي مدير فرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالمدينة إن اختيار المدينةالمنورة عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2013م، هي بمثابة عودة الفرع إلى الأصل فمن أرض طيبة الطيبة انطلقت الثقافة الإسلامية والعلوم والتربية ووضعت الأسس للحضارة الشاملة التي أضاءت أرجاء الدنيا فاستفادت البشرية، ولا زالت تستفيد من هذه الثقافة التي توجب على أبنائها الحرص على دراستها وإظهارها ليستفيد منها العالم أجمع ويدرك حقًّا عظمة هذا الدّين وهذه الرسالة المحمدية التي وضعت الأسس والقواعد لهذه الثقافة الثرية، مبينًا أن المدينةالمنورة سبقت في هذا المجال بمراحل متعددة فمن أرضها عم الضياء وانبثقت الثقافة وساد العلم ووضعت الأسس التربوية لحضارة شاملة في شتى المجالات. عاد الدر إلى معدنه الأول وقال الدكتور محمد أنور محمد البكري أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة طيبة سابقًا وعضو المجلس البلدي حاليًّا، كانت المدينةالمنورة، ومازالت عاصمة الإسلام وقبلة الثقافة والعلم بل كانت منطلق أسس الحضارة الإسلامية الذي شع نوره على جميع البلدان شرقًا وغربًا وعلى أرضها نزل الوحي واكتمل التنزيل وسارت الركبان بالهدى النبوي الشريف وتنقل الصحابة وأتباعهم بين شتى البقاع يعلمون الناس ميراث رسول الله، واضاف إن اختيار المدينة اليوم لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م وفق المعايير المعاصرة للثقافة أمر طبيعي ينطبق عليه المثل القائل (عاد الدر إلى معدنه الأول) فالمدينة بمؤسساتها التعليمية والثقافية والفكرية والأكاديمية مع بقية الجهات الرسمية الحكومية قادرة ومؤهلة للإشراف على فعاليات هذا الحدث العظيم بشكله المعاصر. مدينة يعشقها المسلمون وبين الأديب ناجي محمد حسن الأنصاري عضو النادي الأدبي، أن من حق المدينةالمنورة أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2013م، وذلك لما تتميز به من خصائص فريدة عن سائر مدن العالم وموضعها وحيد من نوعه له دلالاته في فضائلها والكثير من الآثار تدليلاً على علو مكانتها ورفعة منزلها ومن فضائلها كثرة أسمائها ممّا يدل على شرف المسمّى، وهذا شرف خاص حيث ذكر “السمهودي” في (الوفا 95 اسمًا للمدينة المنورة) فهي أول عاصمة في تاريخ الإسلام، ومئات الكتب التي تحدثت عن شخصية المدينةالمنورة، وتناولت الجوانب الدينية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وجميع الجوانب السكانية والمعمارية والزراعية.