تعقيبا على ما نشر في جريدتكم الموقرة في العدد 17099 يوم الاثنين 1/3/1431ه بعنوان ( ناركم ميتة ) بقلم المكرم/ عبدالله الجميلي والذي تمحور مقاله حول مهرجان الملتقى الثقافي الاول بالصويدرة تحت شعار ناركم حية والمقام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينةالمنورة. حيث تطرق الكاتب الى النقد والسخرية في فقرات الحفل وجعله قعدة سوالف وسباق هجن وشبة نار وبيت القصيد فيما طرحه قوله (أن الهدف كما يقول القائمون على المهرجان ربط الشباب بماضيهم الاصيل فالمتحدثون عن هذه الفعالية يؤكدون بكل فخر ان من ليس له ماض فلا حاضر له) الى آخر ما ورد في المقال. أقول وبالله التوفيق ان المكرم كاتب المقال ناقد وكثيرا ما يعد عمل الناقد من اسهل الاشياء ونحن وللاسف مجتمع كثيرا ما ينجذب للنقد السلبي فالمتأمل للمقال والقارئ لما بين سطوره يرى ان كاتبه نظر الى هذا المهرجان من زاوية ضيقة جدا لم تتعد ان هذه العادات والتقاليد هي شيء من الماضي واندثر واحياء هذا التراث يعد شيئا من التخلف وقد ربط المهرجان بمعاناة الباحث عن القوت والكساء؟!. والذي أراه ويراه الكثير ان القيمة الحقيقية لهذا المهرجان والفعاليات هو رسالة سامية و الهدف من ورائها ان نغرس في نفوس هذا الجيل وخاصة ( جيل بابا سامحني – وطيحني – والكدش ) وغيرهم ممن لا يعي مدى معاناة آبائهم واجدادهم في الماضي وكيف صنعوا هذا المجد وهذه حياتهم بالشكل الذي صوره المهرجان فالنهضة الاقتصادية والعمرانية وفي شتى المجالات التي تشهدها المملكة ورغد العيش الذي يعيشه المكرم كاتب المقال وانا وكل من يعيش على هذه المملكة الحبيبة كيف وصل الينا ؟ الا تعتقد اخي عبدالله الجميلي انه عندما يرى هذا الجيل (جيل المأكولات السريعة والسيارات الفارهة والبيوت المكيفة ) هذه الصورة الحية لحياة الاباء والأجداد الا يدفعه ذلك الى مراجعة نفسه ويحدث نفسه ان كيف حقق أولئك الرجال هذا المجد وهم يفتقرون لادنى مقومات الحياة الا يخلق لديه نوعا من اعادة حساباته ويدفعه الى ان يقدم لهذا الوطن ولو جزءا بسيطا مما قدمه الاوائل الا يجعله يفكر ان يصنع شيئا يشكره له ابناؤه من بعده. الا يجعلهم يتساءلون كيف استطاع الملك المؤسس ورجاله رحمهم الله بعد توفيق الله لهم من شق الجزيرة العربية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها على ظهور الابل والخيل وتوحيدها تحت مسمى المملكة العربية السعودية وارساء دعائم الامن والامان حتى وصلت الى ما وصلت اليه الان وجعلها في مصاف الدول المتقدمة ولله الحمد. فرسالتنا ولسان حالنا في هذا المهرجان يقول لهذا الجيل انظر كيف أوصلنا اجدادنا على ما نحن عليه الان رغم امكانياتهم البسيطة وضيق ما في اليد فما الذي ستقدمه ايها الجيل الحالي لوطنك رغم رغد العيش وتوفر الامكانيات. ومما يدعوني للاستغراب والاستهجان ان الكاتب عنون لمقالة بعبارة (ناركم ميتة) وهذه الكلمة عند البادية تعني القدح وبمعنى آخر اذا اراد شخصا ان يهجو آخر فيقول له (نارك ميتة) معلومة ارجو ان يستفيد منها اخي عبدالله الجميلي. ثم انه مر على هذه المسميات مرورا سطحيا دون سبر لاغوار هذه المعاني وما تحويه من أمور سامية فهو قد فهم ان شعار المهرجان ( ناركم حية ) هو اشعال للنار فقط ولم يعلم انها تعني الكثير لدى البادية وعندما يشعل البدوي ناره فهي علامة لجلب الضيف لاكرامه ويهتدي بها التائه في الليالي المظلمة ليتزود بالطعام وتقديم المساعدة له وهذا بحد ذاته دعوة الى العطاء ومساعدة المحتاج والفقير واطعام المسكين حيث كانت بيوتهم مشرعة للقريب والغريب. اما ربطك للمهرجان بمعاناة الباحث عن القوت والكساء فأبشرك اخي ان حكومتنا الرشيدة اولت هذا الامر عناية خاصة وبمتابعة من خادم الحرمين الشريفين اطال الله في عمره وجعله ذخرا للاسلام والمسلمين بتفقد احوال الاسر المحتاجة بالاضافة الى دعم الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية والاسكان الخيري في جميع انحاء المملكة وهذا الشيء مشاهد وملموس من الجميع. واخيرا أتمنى من الاخ عبدالله الجميلي تشريفنا بالحضور للمهرجان في العام القادم باذن الله تعالى واقترح على اللجنة المنظمة للمهرجان بأن يكون شعارها للسنة القادمة ( وستبقى نارنا حية ) خالد صالح البدراني الحربي - الصويدره