أكد الدكتور عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء انعقاد إجماع عالمي على أن الإرهاب مفسدة من المفاسد التي تنخر في كيانات المجتمعات، وتؤدي إلى الكثير من التخريب والإفساد، وتخويف عباد الله. وقال: “هناك فرق بين ما ذكره الله تعالى في كتابه: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وما تردده الفئة الباغية، فالخطاب موجّه إلى المسلمين ممثلين في قياداتهم، فلا بد لكل دولة من الدول الإسلامية أن تهيئ نفسها، وأن تعد من القوة ما ترهب به كلّ مَن تسوِّل له نفسه النَّيل من كرامتها ومحاولة الاعتداء عليها. فلا شك أن الدولة حينما يكون لها من القوة والهيبة ووسائل الدفاع ما تدافع به عن نفسها، لا شك أنها ستكون مرهوبة، ولها احترامها وتقديرها، وهذا مطلوب لكل دولة من دول الإسلام أن تكون لها من القوة ما يمكن أن يرعب الدول المجاورة وغيرها ممّن يريد الاعتداء عليها”. ومضى ابن منيع قائلاً: “أمّا ما أجمع عليه العالم من النظرة إلى الإرهاب وأنه من أسباب الفتك بالمجتمعات والاعتداء عليها، فهذا في الواقع موجّه إلى الأفراد، وعصابات الشر والفتن والتخريب.. والله تعالى يقول في هذا الصدد: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم”. ولا شك أن الذين يريدون أن يعبثوا بأمن البلدان وينتهكوا حرماتها ويخيفوها هم محاربون لله ولرسوله وللمؤمنين، لذلك هم مفسدون في الأرض، ومستحقون لأقصى العقوبات التي تردعهم وتحمي المجتمعات وتعطي الأمن الكامل لها”. وأشار ابن منيع إلى أن ما مقتضى الأمر الرباني بالاستعداد وإعداد العدة لا يتناقض مع المواثيق الدولية والقوانين التي تنظم حياة المجتمعات، وقال: “ما يردده البعض من وجود تعارض بين ما أجمع عليه العالم، وما نصّت عليه الآية الكريمة فالقرآن ينبه إليه. هؤلاء هم أهل الإرهاب ومحاربة الله ورسوله، والإفساد في الأرض، وبناء على ذلك فهم مستحقون للعقوبة التي ذكرها الله تعالى في كتابه. نسأل الله أن يوفق بلادنا، وأن يوفقنا إلى إعداد ما فيه القوة لإرهاب الأعداء”.