أكد الدكتور أكرم حسين أستاذ مشارك بقسم أمراض القلب بكلية الطب جامعة الملك فيصل ان مخاطر الكوليسترول تؤدي الى الاصابة بتصلب الشرايين وغيرها من الامراض ويمكن الوقاية منها بممارسة الرياضة والتغذية المفيدة. وأوضح ان تصلب شرايين القلب من الأسباب الرئيسية التي تودي بحياة الإنسان، حيث تؤدي إلى جلطات القلب أو الدماغ. كما تؤدي لنقص في تروية الأقدام وغير ذلك من المشاكل الطبية الخطيرة. وقال: أنه في بريطانيا مثلاً يموت سنوياً أكثر من 180 ألف شخص نتيجة لهذا المرض. أما في الولاياتالمتحدةالأمريكية فالوفيات تجاوزت 500 ألف إنسان سنوياً، وحوالى 40% من هؤلاء المرضى يموتون وهم في منتصف العمر، وبالرغم من أن النساء لديهم مناعة نسبية لهذا المرض مقارنة بالرجال، إلا أن تصلب الشرايين يأتي في المرتبة الثانية بعد الأمراض السرطانية كسبب رئيسي للوفاة عند النساء اللواتي وصلن إلى منتصف أعمارهن. مخاطر الكوليسترول وعن عوامل خطورة تصلب الشرايين يوضح لنا الدكتور أكرم آخر ما توصلت إليه البحوث العلمية في هذا المجال، فيقول: أن الأبحاث العلمية التي أجريت في الفترة الأخيرة تمكنت من التعرف على العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين: وهي ازدياد العمر، والرجولة وتجاوز سن اليأس عند النساء وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، ومرض السكري، والوراثة، والسمنة، وارتفاع مادة الفيرونوجين في دم الإنسان ، والحياة الخاملة والتي لايتخللها أي نوع من الرياضة المنتظمة، وكذلك ضغوط الحياة الشديدة والشخصية المتوترة للإنسان. ويعتبر ارتفاع الكوليسترول من أهم عوامل الخطورة المسببة لتصلب الشرايين بالجسم وخاصة الشرايين التاجية. وعن مخاطر الكوليسترول على الجسم قال: الكوليسترول عبارة عن مادة شبيهة بالشمع صفراء اللون تنتقل في الجسم على شكل مركب من الدسم والبروتين يدعى ليبوبروتين . وينتج الجسم معظم الكوليسترول الذي يحتاجه من أجل تصنيع جدران الخلايا والهرمونات الجنسية والأحماض الصفراوية في المرارة . إلا أن تناول الأغذية التي تحتوي على الكوليتسرول والتي مصدرها الحيوان أو مشتقات هذه الأغذية تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول في الدم. وكذلك تحدث الزيادة عند وجود أمراض الشحوم الوراثية المؤدية إلى أرتفاع نسبة الكوليسترول وبالتالي حدوث ترسبات على جدران الأوعية الدموية. والتي تؤدي بدورها إلى تضيق في تلك الشرايين . وهذا ما قد يؤدي إلى الانسداد الكامل للشريان. وذلك نتيجة ترسب خثرات من الدم والصفيحات الدموية فوق هذه الترسبات وهذا بدوره يؤدي إلى موت أجزاء من العضو الذي يعتمد على ذلك الشريان للحصول على الدم والغذاء والأكسجين وحسب حجم الشريان ومكانه فقد يصاب الإنسان بجلطة في الدماغ أو القلب أو الأطراف . فإن كانت الإصابة بالدماغ فإن الإنسان يعاني من الشلل وأما ان كانت في القلب فهو معرض للموت المفاجئ أو لحدوث الذبحة الصدرية. البروتينات الشحمية هنالك نوعان من البروتينات الشحمية الحاوية على الكوليسترول في الدم: النوع الأول: وهو البروتينات الشحمية ذات الكثافة المنخفضة وتدعى (LDL) وهى شحوم ضارة تجمع الكوليسترول وتجزئه في الخلايا . وكلما ارتفعت نسبة هذه الشحوم كلما زادت خطورة الذبحات الصدرية والجلطات القلبية النوع الثاني : وهو البروتينات الشحمية ذات الكثافة العالية( HDL ) وهى شحوم حميدة ذات فائدة كبيرة للجسم تساعده على التخلص من الشحوم الضارة وكلما قلت نسبته في الجسم كانت خطورة الذبحات القلبية أعلى . وتزداد نسبة هذا النوع بممارسة الرياضة. وعن الوقاية من مخاطر ارتفاع الكوليسترول اوضح الدكتور اكرم على الإنسان أن يحافظ على وزنه الصحيح وذلك بالنسبة لطوله وعمره وذلك بعدم الإكثار من الطعام . والقيام ببعض النشاط الرياضي اليومي مثل المشي أو السباحة أو الهرولة وذلك لحرق السعرات الحرارية الزائدة . وعليه أن يراعي النصائح التالية بالنسبة لغذائه لخفض مستوى الكوليسترول بالدم: لابد من تقليل الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون وتناول أغذية تحتوي على نسبة عالية من الألياف والنشويات الطبيعية المعقدة. أغذية صديقة وفيما يلي بيان بمجموعات الأغذية التي تحتوي نسبة منخفضة من الكوليسترول. 1- الحبوب : يسمح للمريض تناول الطحين الكامل ، دقيق ، شوفان ، الخبز الأسمر ، الحبوب الكاملة ، عصيدة الشوفان ، رقائق الخبز ، الأرز الأسمر ، المعكرونة السمراء ، دقيق الذرة ، الحبوب والفاكهة المعروفة غير المحمصة والخالية من السكر . 2- الفاكهة والخضار : يمكن تناول كافة أنواع الفاكهة الطازجة والمجمدة والمجففة والمعلبة غير المحلاة وكافة أنواع الخضار الطازجة والمجمدة والمجففة والمعلبة . والبطاطا المشوية ويستحسن سلق الخضروات بدلاً من قليها . وعلى المرضى الابتعاد بشكل نهائي عن رقائق البطاطا وكذلك جوز الهند . 3- الأسماك واللحوم : يسمح بتناول كافة أنواع الأسماك الطازجة والمجمدة والمعلبة بالماء المالح أو بصلصة البندورة كالسردين والتونة . وكذلك الدجاج والديك الرومي ولحم العجل ويمنع تناول البطارخ والروبيان الكبير المقلي وكذلك النقانق واللحوم المقددة وفطائر السمك والسلامي والبط والأوز وجلود الدجاج . 4- البيض والألبان والزيوت : ينصح بالإقلال من أكل البيض ( يسمح فقط ببيضتين أسبوعياً ) ويلاحظ أن صفار البيض هو المقصود بذلك وليس البياض . وينصح بشرب الحليب قليل الدسم وهذا ينطبق أيضاً على مشتقات الحليب. نصائح عامة ويجب استخدام الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت فول الصويا أو زيت الزيتون في طبخ الطعام والأبتعاد عن كافة أنواع السمن والزبدة والشحم والمرغرين غير معروفة الأصل . ويسمح للمريض تناول الشاي والقهوة والمياه المعدنية وعصير الفاكهة غير المحلى إلا أنه عليه الأبتعاد عن الحليب كامل الدسم والمشروبات التي تحتوي على القشدة. وختم دكتور أكرم حديثه قائلا: أن اتباع الحمية الغذائية هو الخطوة الأولى والصحيحة لأي مريض يعاني من أرتفاع في نسبة الكوليسترول . وقد يكون ذلك هو كل مايحتاج إليه المريض (طبعاً بالإضافة إلى الحفاظ على الوزن السليم والقيام بالنشاط الرياضي اليومي) ، إلا أن بعض المرضى يحتاجون بالإضافة إلى ذلك إلى تناول بعض الأدوية والتي يقررها الطبيب المعالج تبعاً لحالة المريض .