في باكورة إنتاجه يخرج الشاعر محمد حسن بوكر صوته الشعري الجريح مثل ناي حزين، يصدح بأبيات متنوعة الأغراض، متعددة الصور. في مفرداتها انعكاس روحه الشفافية وآماله وآلامه وثقافته. في أسطري هذه أقدم قراءة انطباعية عن ديوانه الأول الصادر عن نادي جازان الأدبي في طبعته الأولى لعام 1430ه-2009م. يبدأ الديوان المكوّن من تسع عشرة قصيدة - بقصيدة للوطن بعنوان (غنائية للوطن) مسجلاً مشاعره الفياضة نحو وطنه فهو شعلة النور التي أشرقت وبددت سواد الليل راجياً أن يكون دائماً شامخاً حاملاً رسالة الإسلام الخالدة التي أرسلها الله رحمة وسلاماً للعالم. يقول الشاعر: يا موطني يا شعلة النور فينا أشرقت وبددت سواد ليل معتم فابتهجت سماؤنا ببدرها.. والأنجم وفي ربوعنا تنفس الصباح زاهياً ثم يتغنى بمنطقته (جازان) فيصف مدنها وعادتها وذكريات طفولته فيها سارداً عميق مشاعره وبوح نفسه. يقول: عادت الذكرى لأيام زمان يوم كان الحب شفاف المعاني يوم كنّا في أمانينا صغاراً نستشف السعد في روح الأماني وفي قصيدته (حنين) استرجاع موزون يستدعي فيه الشاعر صوراً من حياته تظهر فيها الجدات بجنباتهن والأمهات وهن يؤدين أعمالهن اليومية المعتادة ومشاهد لبعض الفنون الشعبية وللأطفال في ألعابهم البريئة وقصص الجدات المستمدة من التراث الشعبي. في قصيدة (جازان) يُلْبِس الشاعر جازان المنطقة وجازان المدينة. لباس الحبيبة ويسقط على المكان صوراً لا تنطبق إلا على المرأة. مثل: (طاب البهاء على خديك فازدهري). (والريح مياسة هامت نسائمها فوق الجدايل تبدي شعرها الغجري) الشاعر من منطقة جازان وهي منطقة واسعة تتنوع فيها الطبيعة، والتضاريس، والمناخات وقد كان لها الأثر الكبير على شعر الشاعر فصوره مستمدة من هذه البيئة ومفرداته وتراكيبه اللغوية فيها زرقة البحر وعرف الطين وروائح الحقول بعد المطر. نجد في بعض قصائده وخاصة قصائده الخمس التالية ميل إلى السرد والحكائية والقصائد هي: (الشراع المكسور) (حنين) (ياسيدي البحر) (رهف) (أجراس الحب).