لقي شاب في الثامنة عشرة مصرعه مساء يوم الخميس الماضي إثر صعقة كهربائية من عامود إنارة مهمل ومبلغ عنه منذ ثمانية أشهر دون أن تتحرك أمانة جدة لتدارك الوضع وكأنها كانت بانتظار وقوع ضحية لتتجاوب مع بلاغات المواطنين. محمد هادي الحكمي شاب في ريعان العمر متفوق في دراسته ونموذج في أخلاقه حسب وصف جيرانه وأهالي الحي، بار بوالديه وهو الولد الوحيد بين أختين، إلا أن كل ذلك لم يشفع له، حيث راح ضحية إهمال مسؤولي الإنارة بالأمانة حيث صعقه تيار كهربائي من عمود إنارة مهمل في شارع على فدعق بحي الرويس رقم 5 وسط مدينة جدة. الأب المكلوم هادي محمد هادي حكمي والذي التقيناه في مغسلة جامع فلسطين ظهر يوم أمس الأول تحدث ل “المدينة” بعيون دامعة قائلا: محمد هو أكبر أبنائي متفوق في دراسته بالصف الثالث الثانوي. توقف الأب عن الحديث لبعض الوقت وهو يغالب أحزانه قبل أن يواصل : اتصل بي أحد أصدقاء ابني، وقال لي : " ابنك واقع بجوار عمود إنارة في شارع على فدعق بحي الرويس رقم 5”، فأسرعت إلى هناك حيث وجدت فاعل خير يجري له عملية تنفس صناعي، ومرت بنا سيارة دورية أمنية فأوقفتها وطلبت منها نقله إلى أقرب مستشفى، ووصلنا إلى المستشفى الخاص في حي الرويس عند الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة مساء، وأحاله المستشفى الخاص إلى ثلاجة مستشفى الملك عبدالعزيز الذي كتب في تقريره أن سبب الوفاة صعقة كهربائية، وحضر أحد الضباط وأخذ حذاء إبني، وتم على الفور فصل التيار الكهربائي عن عمود الإنارة مع العلم أنه مبلّغ عنه منذ ثمانية أشهر ولكن دون جدوى لم يتحرك أحد لإصلاحه أو تغييره أو فصل التيار عنه حتى وقعت المصيبة على رؤوسنا وراح ابني ضحية هذا الإهمال. وأوضح الأب هادي الحكمي أن القضية منظورة بقسم شرطة الشرفية، مؤكدا أنه لا يريد أي تعويض، لأن أموال الدنيا كلها لن تعوضه عن ابنه، ولكنه يطالب بمحاسبة المهملين المقصرين في هذه الحادثة حتى لا تتكرر مع غيره. يقول عبدالإله الحميري من أهالي حي الرويس (شاهد عيان): المشاكل مستمرة مع أعطال أعمدة الإنارة في الحي، خاصة بعد هطول الأمطار، وقد أبلغنا عن العامود الذي تسبب في وفاة الحكمي يرحمه الله منذ فترة، وعندما سألنا مندوب شركة الكهرباء عن سبب العطل، أفادنا بأن المقاول لم يضع عازلا كهربائيا. وقال عبدالله احمد المرحبي عمّ الشاب الفقيد من الرضاعة : تلقيت اتصالا على جوالي من والد الحكمي يفيدني بأن ابنه أخذته الدورية إلى المستشفى وبعد نصف ساعة توفى وتم نقله إلى ثلاجة مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، وأضاف متسائلا : من يتحمل مسؤولية ما حدث؟.