قد يَكون العنوان غَريباً، ولكن مَا الغَرَابة..؟! فهذا المَقال -تقريباً- هو المَقال رَقم 2010، الذي أكتبه لهذه الجريدة «الرَّاقية»، التي استوعَبَت «مُراهَقَتي وحَمَاقَاتي الفِكريّة»، في حين أنَّ الكثير مِن الصّحف التي تدَّعي «الحريّة» لم تَستوعب هذا «الجموح والطموح»! نَعم بحلول هذا البياض، أكون قد كتبتُ لهذه الجريدة «الغَرَّاء»، أكثر مِن 2010 مَقالات.. وهذا العدد يَجعلني أمام مُفترق طُرق، بَل إزاء «كومة» أسئلة تَطرحها عليَّ «أبجديّة المَرحلة»، و «واقعيّة المَسألة».. -حلو تعبير واقعيّة المسألة هذا- ولا تَسألوني عنه، لأنَّني أحفظه مِن أهل الحَدَاثة، ولا أعرف مَعناه! حسناً.. 2010 رَقم مُهم في التَّاريخ الميلادي، ومَتى تَوافق مَع رَقم مَقالي، أَظْهَر وكأنَّني بَدأتُ الكِتَابة مِن أيَّام المسيح -عليه السَّلام- لأبدو وكأنَّني أكتب مَقالاً كُلّ عَام، فأُصبح مِن أصحاب الحوليّات! في هَذا المَقال، يَجب أن أسأل نَفسي عَن جَدوى الكِتَابة، وسَأنطلق مِن سُؤال أحد أخوالي، وهو مِن العُلماء المُعتَبرين، ومِن الذين يُدرِّسون في المَسجد الحَرَام، حيثُ قَال لي: (لماذا لم تَتزوّج حتَّى الآن يا أحمد..؟! فقلتُ له في جَواب ظَننت أنَّه -يَدور في فلكه- إنَّني مَشغول مِثلَما كَان العَالِم «ابن تيمية» مَشغولاً!.. فقَال عَلى الفور: «ولكن «ابن تيمية» كان مشغولاً في «غير» مَا أنت مَشغول فيه)، عندها بُهت الذي «أجاب»!!! حَقاً، بَعد أكثر مِن ألفي مَقال، ألا يَحق للقَلم أن يَسأل نَفسه: لماذا كُلّ هذا الرَّكض «الحِبري» مُقابل «وَسَخ دُنيا» أو لِنَقُل مُقابل «دَرَاهم مَعدودات»..؟! تُرى كيف يَلقى المواطن «أحمد العرفج» رَبّه -جلَّ وعزّ- وقَد أَتى بِكُلّ هذه «المُوبقات الكِتَابيّة»..؟! كيف يَأتي يَوم القيامة، وقد حَمَل كُلّ هذه المَقالات «الرَّعناء»..؟! كيف يَأتي يَوم القيامة، وكُلّ رَصيده مَقالات مِثل «وَجه أمريكا المُشرق»، و «المَرأة البَقرة»، و «فَضَائل الحيوان»..؟! حسناً.. ماذا بقي..؟! بقي القول: إنَّ الدِّفاع عن الحيوان مِن أفضل الأعمَال، ولكن يَقول الشَّاعر: ومَا مِن كَاتبٍ إلَّا سيُفنَى ويُبقي الدَّهرُ مَا كَتَبَتْ يَدَاه فلا تَكتُبْ بِكَفّك غير شيءٍ يَسرّك في القِيامَة أن تَرَاه! يا أحمد.. أيَّها العَبد الفقير إلى الله، الغَني عمَّن سِوَاه.. كيف تُقابل رَبَّك الوَاحِد القَهَّار، وأنت قَد أتيت بملء الأرض «خَطايا»، وكِتَابةً في «الزَّوايا»، وكَشفاً في «الخَبَايا»، ونَبشاً في «القَضَايا»..؟! في هذه اللحظة سأقول لمَن سَأل: يا أخي.. اتقِ الله.. فأنا قد أتيت إلى الرَّحمن، الكَريم المَنَّان.. ومهما كَانت ذنوبي كثيرة، فأنا في رِحَاب الغفور ذي المنَّة الرَّحيم، الذي يَصفح الذَّنب لأنَّه العَظيم، ذو الجَلال والإكرَام!!!.