قال الضَمِير المُتَكَلِّم: ذكرت صحيفة (دايلى تليجراف) البريطانية أنّ سائق أتوبيس مسلماً أوقف أتوبيسه، وحبس ركابه فيه من أجل الصلاة في الطريق العام بلندن، موضحةً أن أحد الركاب أبلغ هيئة النقل فى لندن عن الحادثة ؛ وقالت الصحيفة فى تقرير لها، إن سائق الأتوبيس رقم (24 (في مدينة (جوزبل أوك) شمال لندن، أوقف الأتوبيس فجأة ؛ وأغلق الأبواب على الركاب، ثم أحضر سترة شفافة وجعلها سُجّادة، ثم خلع حذاءه وتوجه للقبلة ليصلى صلاته جهراً باللغة العربية لمدة خمس دقائق، مضيفةً أن الركاب حينئذ شعروا بالخوف الشديد ؛ وتوقعوا أنه سينفذ هجمة إرهابية على الأتوبيس. وأشارت إلى أن السائق عندما انتهى من صلاته لم يقدم أي شرح أو اعتذار عما حدث، وقالت الصحيفة إن المتحدث باسم هيئة النقل اعتذر للركاب، وأخبرهم أن السائق تَمّ توبيخه عما حدث وأن جميع السائقين سيصلّون في مواعيد الراحة فقط. الحقيقة أن هذه الحادثة رغم خصوصيتها تحمل عدة رسائل ؛ أهمها أن تصرفات بعض المسلمين وتشددهم في فهم دينهم رغم يسره وسماحته ومراعاته لخصوصية مختلف الأحوال والظروف في كل تشريعاته وعباداته ؛ يُصَدِّر صورة سيئة للإسلام، ويرسم ملامح ظالمة تتهمه بالتطرف وتجاهل حقوق الآخرين ؛ فهذا الأخ كان بإمكانه تأجيل صلاته حتى انتهاء عمله !! أيضاً عدم استئذانه من الركاب قبل فِعْلَته أو اعتذاره منهم بعدها ؛ فيه دلالة على تجاهل حقوق الآخرين ؛ وأن البعض قد يفهم أن العبادات مجرد حركات مظهرية دون إدراك لحقيقة جوهرها ؛ فالصلاة ليست أفعال تُصنَع وأقوالا تنطق ؛ بل هي ما يترتب على ذلك من التزام وحسن تعامل مع جميع الناس. ورسالة أخرى في تعامل السلطات البريطانية المختصة مع الحادثة على أنها عابرة وطارئة، وتصريحها أن عقوبة هذا السائق مجرد التوبيخ، ثم التنبيه على أن تكون الصلاة في أوقات الراحة ؛ ففيه استغلال مثالي للواقعة في إظهار حسن النوايا وكسب التعاطف لمواقفهم فهل نستفيد من هذه الدروس؟! وهل نَحشد التأييد لديننا من خلال فهمنا الصحيح له، وتطبيقنا لدروس فقه الواقع ! المسئولية كبيرة على العلماء فهم المثال والقدوة !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]