تنطلق اليوم في القاهرة وعلى مدار يومين فعاليات ندوة “المدينةالمنورة في الشعر العربي” والتي تقام ضمن احتفالية توزيع جائزتي الدورة العاشرة لجائزة شاعر (مكة محمد حسن فقي) وذلك برعاية وزير الثقافة المصري فاروق حسني ورئيس مؤسسة يماني الثقافية أحمد زكي يماني. وقال ل “المدينة” الدكتور أحمد كشك أمين عام الجائزة أن جائزة الشاعر محمد حسن فقي باتت أحد الرموز الثقافية في عالمنا العربي لأنها تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مشيراً إلى أن لها خصوصية تنبع من الفكرة والطريقة والأشخاص الذين قاموا عليها، كما أن مشاركة الشعراء والنقاد تأتي لأهمية البعد اللغوي والاهتمام باللغة العربية والتباري في مباراة شعرية ونقدية في آن واحد، ولا يعني المشاركون قيمة الجائزة باعتبارها رمزية، مؤكداً أن الجائزة عرس ثقافي وشعري هدفه الأساسي الاحتفاء باللغة العربية وتأكيد وجودها وتأكيد احترام الشعر العربي بكل مدارسه وألوانه. وأضاف الدكتور كشك: هناك مشاركة كبيرة وأساسية من قبل المثقفين والمفكرين والإعلاميين السعوديين إنطلاقا من الدعم الكبير وسعة الحركة الأدبية والثقافية في المملكة، وسبق أن فاز بالجائزة نقاد وشعراء سعوديون وهناك من يتقدم كل عام للحصول عليه والسعوديون بطبيعتهم هم منبع الشعر العربي وهم محبون للشعر ومتذوقون له وعاشقون للفن الجميل. وأكد أن الجائزة تتميز بالحيادية وهناك لجنة تحكيم تقوم بكل حيادية على الجائزة وليس للجائزة أية غايات سوى الاحتفاء بالشعر والنقد العربي. وعن ندوة “المدينةالمنورة في الشعر العربي” التي ستقام اليوم، أوضح أمين عام الجائزة أنه تم اختيار المدينةالمنورة هذا العام لتكون محور الندوة السنوية التي تعقد في احتفالية توزيع الجوائز وسوف يحاضر فيها أعلام النقد العربي وسوف يتم التعرض لكل ألوان الشعر التي تناولت هذه المدينة المباركة ويشارك فيها نحو 150 من الباحثين والنقاد من مختلف الدول العربية يناقشون عدداً من الأوراق البحثية، والتي منها: “مدرسة الشعر الملحمي والوطني» للناقد الدكتور عاصم حمدان و”المدينةالمنورة في شعر عبيد مدني.. قدسية المكان وتجليات الأحداث” للدكتور محمد الربيع و“قراءة في نصوص شعراء المدينة المعاصرين” للدكتور عالي القرشي و“المدينة في شعر المدائح” للناقد المصري الدكتور يوسف نوفل و”المدينةالمنورة (تجلي المعاني والأمكنة في الشعر العربي) للناقد السوري الدكتور وليد مشوح، وغيرها. وكان رئيس مؤسسة يماني الخيرية أحمد زكي يماني قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي أسماء الفائزين بالجائزة حيث فاز (مناصفة) كل من مسعود حامد بقصيدته “الأطلال” وياسر أنور ب “ورقة بريد المتنبي”، وفاز في النقد الدكتور يسري نوفل. وأكد فائزون سابقون بجائزة شاعر مكة “الراحل الكبير محمد حسن فقي” أن الجائزة ليست في قيمتها المادية ولكن في تجسيدها الاهتمام بالشعر وبالثقافة العربية، وأنها تمثّل تظاهرة ثقافية تحيي الأمل في الشعر العربي الذي يجسّد حالة من الإبداع في اللغة العربية بتاريخها وعراقتها وإلمامها وتنوعها. فقال د. عبدالله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة وأحد الفائزين السابقين إن الجائزة أحد العلامات البارزة في تاريخ أمتنا الثقافي وهي تؤكد أن الوطن العربي لا تفصله حدود بل هو مترابط من أقصاه إلى أقصاه وأن اللغة العربية الحاكم الأول في علاقات العرب بعضهم ببعض. وقال الشاعر فاروق شوشة إن هذه الاحتفاليه الكبيرة التي تقيمها مؤسسة يماني الثقافية إنما تبرز شيئاً أصيلاً وتعكس أمراً جللاً وأن قيمة الجائزة ليس في قيمتها المادية وإنما في تجميع الشعراء وإلقاء الضوء على الحركة الشعرية العربية. وأكد الشاعر محمد التهامي أن سر نجاح هذه الجائزة هي جدّيتها وسموها وقدرة القائمين عليها على تكريم كبار الشعراء العرب وأنها لا تعرف المجاملة وغايتها تنشيط وتشجيع الحركة الشعرية العربية. وأشار الدكتور حامد أبو أحمد إلى أن الجائزة باتت من العلامات الفارقة في تاريخ الجوائز العربية وأنها تلقى اهتماما من جانب المثقفين والمفكرين لأنها تجمع بين الأصالة والمعاصرة الفكرية في تاريخنا الثقافي العربي وهي اليوم واحدة من أهم الجوائز العربية التي يهتم بها المثقف العربي .