منذ أيام قليلة أعلن الرئيس الإيراني بأن إيران ليس لديها أي مانع في إرسال اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3,5% للغرب في مقابل حصولها على يورانيوم مخصب بنسبة 20% لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران ، وهو ذلك الإعلان الذي أعقبه تصريح وزير خارجيتها منوشهر متكي بتفاؤل إيران بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الغرب بشأن مبادلة بعض من اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود من نوع أعلى لاستخدامه في الأغراض الطبية، وهو ما دعا البعض إلى التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل للنزاع الدائر بين الغرب وايران بشأن ملفها النووي بالرغم من أن تصريحات نجاد ومنوشهر لم ينص أي منهما على الموافقة على الشرط الذي سبق وأن وضعته الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا بأن ترسل إيران كافة ما لديها من اليورانيوم للغرب وليس 75 % مما تمتلكه أو بعضًا مما تملكه كما أعلن نجاد ومتكي. سحب التفاؤل تلك سرعان ما تبددت بعد الأمر الذي أصدره المرشد الأعلى للحكومة الإيرانية أمس الأول بأن يتم التخصيب داخل إيران ، وأن يتم التبادل بالتزامن ، وبالكمية التي تحددها إيران ، وبعد أن أوعز الرئيس الإيراني نجاد لرئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس ببدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % في خطوة اعتبرها المراقبون بأنها تحد إيراني جديد للغرب ، وحيث وصف أولئك المراقبون هذا التضارب في المواقف والتصريحات الإيرانية بأنه «تمثيلية» تحاول إيران من خلالها كسب المزيد من الوقت في مسألة الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال «حيل بلاغية» ، تهدف على أقل تقدير إلى تعطيل المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإيران حتى نهاية فبراير الجاري وتفادي جولة العقوبات الرابعة التي تتأهب دول الغرب لفرضها على إيران. ما يمكن قراءته في تطورات الملف النووي الإيراني يشير إلى تصاعد احتمالات الخيار العسكري في المواجهة الأمريكية مع إيران بعد أن نفذ صبر واشنطن على اللعبة التي وصفتها صحيفة «الجارديان» البريطانية بلعبة القط والفار ، وهو ما يستدعي من إيران التفكير مليًا في إنهاء هذا الملف بالطريقة السلمية ودونما أي تأخير.