شهدت القاهرة زيارات دبلوماسية نشطة بعد أن تقدم المبعوث الأمريكي للسلام فى الشرق جورج ميتشيل مقترح بلاده لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعلان الرئيس أبو مازن أنه سوف يدرس المقترح وسيرد عليه فى غضون أسبوع ثم تأكيد توجهه للقاهرة اليوم للقاء الرئيس مبارك. فيما قال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني ان المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل طرح في زيارته الأخيرة للمنطقة بأن تشمل مهمته المسارات الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني. فقد تلقت القاهرة زيارة سريعة لم تستغرق سوى ساعات قام بها كل من الدكتور ناصر جوده وزير خارجية الأردن، الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية قادمين من عمان، التقيا خلالها مع السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، للتباحث حول نفس الموضوع. وعلمت " المدينة " من مصادر بالخارجية المصرية أن الهدف من هذه الحركة المحمومة هو بلورة رد مناسب على مقترح المبعوث الأمريكي والذى سيسلمه الرئيس عباس خلال أيام.. وقالت المصادر إن أبوالغيط اجتمع مع ناصر جودة وصائب عريقات، بحضور كل من الدكتور بركات الفرا سفير فلسطين فى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية، وهانى الملقى سفير الأردن ومندوبها لدى الجامعة، لمدة خمس ساعات ونصف الساعة فى مقر وزارة الخارجية، ثم انضم للاجتماع الوزير عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات المصرية. وأضافت المصادر إن الاجتماع بحث مقترح ميتشيل بكل تفاصيله وعرض الدكتور صائب عريقات وجهة نظر السلطة فى المقترح وتم التشاور بشأنه لصياغة الموقف النهائى قبل تسليمه إلى ميتشيل. من جانبه.. قال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني فى تصريحات له أمس من القاهرة التى كان يزورها إن الأمريكيين طرحوا صيغة مفاوضات على مستوى أدنى، لكننا رفضنا ذلك في ظل استمرار الاستيطان، ثم اقترحوا مفاوضات غير مباشرة من خلال وسيط أمريكي، ووعدناهم ببحث الأمر. وشدد حماد على أن السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بحاجة لموقف عربي موحد تجاه عملية السلام، مضيفا " سبق للجنة مبادرة السلام العربية أنها رفعت توصية لاجتماع وزراء الخارجية، وأنه في حالة استمرار الجمود بعملية السلام واستمرت واشنطن في ممارسة ضغوط علينا، فإن وزراء الخارجية العرب سيبحثون إمكانية التوجه إلى مجلس الأمن. وتابع إن الموقف الفلسطيني يصر على وجود مسؤولية عربية، وبخاصة أن المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل طرح في زيارته الأخيرة للمنطقة بأن تشمل مهمته المسارات الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني. وأوضح أن جولة الرئيس محمود عباس لروسيا وبريطانيا وألمانيا، والاتصلات مع الدول العربية، وزياراته اللاحقة لليابان وفرنسا، ستساعد القيادة الفلسطينية في بلورة رؤية حول المواقف الدولية، بحيث “يكون لدينا قبل اجتماع القمة المقبل في ليبيا تصور واضح بشأن مختلف القضايا”.. وأشار نمر حماد إلى أن المرحلة القادمة بحاجة لجهود سياسية قوية جدا ( عربية ودولية ) أمام الموقف المتعنت الإسرائيلي المستخف بكل القرارات والشرعيات الدولية. وردا على سؤال حول إمكانية بحث القمة العربية في ليبيا لقضية التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار بشأن ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، قال نمر حماد " هذا يتحدد في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، قبيل القمة، وفي ضوء ذلك يتخذ القرار المناسب بشأن هذا الموضوع". واعتبر حماد بأنه لا يوجد لدى الجانب العربي الآن خيارات كثيرة، وأن المطلوب وجود موقف عربي بدون مزايدات، ويتفق الجميع عليه، ويتحركون على أساسه، والشقيقة مصر مع هذا التوجه الذي "يقول علينا أن نتحرك مع العالم ونظهر عدالة قضيتنا ونظهر أننا نحن الملتزمون بالشرعية الدولية، وأن إسرائيل هي الطرف المعطل لعملية السلام".