في عصر التقدم والتكنولوجيا واكبنا وبكل فخر ركب الحضارة وانشأنا المولات التي تتناسب مع متطلبات عصر السرعة من حيث توفير المطالب والترفيه للعوائل في مكان واحد ولكن هل فهم شبابنا وبناتنا الهدف من إنشاء المولات؟ لا اعتقد ذلك فالواضح من ان الهدف من انشاء المولات لديهم هو ايجاد المكان المناسب للمعاكسات والمطاردات واستعراض الصرعات والموضات الحديثة حتى اضحى النظر اليهم يؤذي العين ويجرح القلب والمشاعر فإلى متى يا شبابنا وبناتنا ستظلون سائرين نحو الجانب المظلم!! إلى متى؟. ولو أننا سألنا هؤلاء الشباب والبنات عن سبب قيامهم بتلك الأمور فإننا غالبا ما نسمع تلك الأجوبة: أنا حر!! كيف تكونون أحرارا وتتعدون على حريات الآخرين وتجبرونهم على رؤية ما يكرهون بل وكيف تكونون احرارا وقد اصبحتم عبيدا للموضة والتقليد الأعمى، او ان تسمع من الفتاة التي تذهب للمول في كامل زينتها هذا الجواب: كفانا تخلفا وهمجية لماذا لا يغض الشباب انظارهم عني! سبحان الله! عزيزتي ان زينتك تكاد تتحدث عنك وتقول انظروا إلي بل إنها تلفت البنات امثالك فكيف بالشباب او ان تسمع الشاب يقول: هذه مجرد تسلية!! هل اصبحت اعراض الناس للتسلية!!. ولكن الاجابة الصحيحة وللاسف هي ان تفكير معظم الفتيات قد اصبح منشغلا بأمور الموضة والزينة والمنافسة بينها وبين الاخريات بأن تكون الاجمل حتى اصبح التحضير للذهاب الى المول كما لو انهن ذاهبات لحضور حفلة او عرس (مكياج السوق- أحدث موديل عباءة- حقيبة وحذاء ماركة- اكسسوارات فخمة- ساعة الماس.. الخ) وبالمقابل اصبح تفكير الشباب وللاسف ايضا كيف يظهر مواكبا للموضة (كدش- بنطلون طيحني- ساعة ماركة- حذاء ماركة- جوال آخر موديل.. الخ) والطريقة الوحيدة التي يثبتون بها الرجولة هي معاكسة اكبر عدد من البنات. إذن فما هو الحل؟ هل نغلق المولات ونضر بالاقتصاد وآلاف العاملين في تلك المولات؟ ام نمنع ابناءنا وبناتنا من الذهاب الى تلك المولات؟ ام نكثف من اجهزة المراقبة وحراس الأمن حتى يردعوا ويزجروا الشباب والبنات من تلك التصرفات؟ ام نستعين بالهيئة حتى يخاف الشباب والبنات من القبض عليهم متلبسين وتبليغ الاهل وضياع الشرف والعار والفضيحة واذ نسوا الخوف من الله ومن عذابه الأعظم في الآخرة؟. فإن تلك التصرفات تدخل ضمن المحرمات العظيمة فقد اخبرنا رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ( فالعينان زناهما النظر). اختي الفاضلة لطالما كنت المدرسة والقدوة والأم الفاضلة التي تربى على يديها أحسن الرجال وأهم النساء فعودي إلى ما كنت عليه. أخي الفاضل لطالما كنت العقل المدبر وصاحب المبادئ والأخلاق والأب ذو الصدر الحنون فعد الى ما كنت عليه. أعزائي الأهالي الافاضل رجاء رافقوا ابناءكم الى المولات واحيطوهم بالحب والحنان وعلموهم ان يحتفظوا بأخلاقهم ومبادئهم حتى في داخل المول ابتداء بتعليمهم دعاء الدخول الى السوق. قال الرسول صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال ( لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير).