· «أيها العائد بالحب الى المَحبّة» بهذا الشطر نبدأ السطر الأول وهو بلا شك شطر يختزل الكثير من المشاعر الفياضة التى تحملها «العروس» لسلطان الخير.. كلمات موجزة ولكنها تحمل كل الدلالات. فالأمير سلطان يأتى الى جدة فى زيارة تُعد الأولى بعد الرحلة العلاجية الناجحة حاملا لها هدية الحب الكبير.. عودة سبقتها نسائم عطّرت سماء جدة بل ملأت قلوب ساكنيها بعبق الورود. ولأنه أمير الانسانية لذا كانت فضائله وخصاله وطبائعه السمحة قاسما مشتركا على ألسنة منتظريه ممن تسابقت خطاهم وهرولت أفئدتهم أملا فى الفوز بشرف السلام على سموه. وبعيدا عن فصول اللقاء الجميل ومشاهده التى ترجمتها سعادة الوجوه تأتى كلمات أمير مكة لتختزل مشاعر منطقة كاملة وتنقل على متن أشطارها المتراصة كل ماتريد أن تقوله العروس الخجول بل كل قرى ومدن وهجر المنطقة .. نعم أحسن الفيصل بكل مايملك من حس أدبي راق وعبارات تلامس فى معناها القلوب والأفئدة أن يكون الناقل الرسمى لأحاسيس منطقة أحبت الوطن وقيادته.. ودعت لسلطان الخير وعشقت انسانيته واشتاقت حبا لطلعته وكلماته. · «حييت تحيّة مآذن مكة للصلاة وورد الطائف لندى الصباح وشاطئ جدة لنسيم المساء» تعابير وتشبيهات لا يستطيع صوغها إلا أمير فنان قادر على تطويع اللغة والتعامل مع مفرداتها بل تشعر أن اللغة ذاتها اصبحت اليوم عاشقة للأمير الناطق بحروفها تتسابق الى ثغره لينتقى منها مايريد في مقام عظيم ضيفه سلطان ومضيفه دائم السيف. التشبيهات نُسجت هنا لتقدم التحيّة الغالية لسلطان الخير .. ذلك الرجل القائد الذى يستحق كل التحايا لانجازاته ولشخصه وطبعه وصفاته وخصاله التى تعددت وصار جمعها على اللسان أمر عصىّ .. ولأنها كلمات صادرة من القلب فقد لامست قلب سامعيها واطربت الحضور. · ولعل أجمل ما فى أشطار الفيصل انها جمعت كل مايريد أن يقوله الجميع لسلطان الخير وقدمت المشاعر على طبق مليء بفنون البلاغة وسحرالبيان بل واختصرت كل حروف الجمال فى حرف جامع مانع. · وبعيدا عن اللغة والحرف والكلمة والفاصلة دعونا نؤكد أن المناسبة ذاتها كانت وقودا يحرك الألسنة الصامتة للكلام ويدفع الكل لاستدعاء علوم السنين كى تعينه على كلمة واحدة تفى حق سلطان الخير فى النفوس ليس في مكة وحدها بل في كل ارجاء مملكتنا الغالية. · الشيء الملفت للنظر انك تشعر في كل مرة يخطب فيها خالد الفيصل انك امام فيلسوف يطوع الحروف ويصوغ الكلمات الموجزة لينسج منها نظرية او منهج عمل او رسالة موجهة تجبرك على قراءتها وتمعنها عدة مرات والخروج منها بأكثر من فائدة. فكلمات خالد الفيصل ورسائله لم تعد مجرد تدبيجات لملء الفراغ . او الخروج الى منصة الالقاء ..بل اصبحت مجالا للتفسير والتحليل والربط والاستنتاج والمقارنة. · ليلة امس الاول رسم الامير الشاعر مقطوعة لم تتجاوز 80 كلمة لكنها تعادل عددها من الصفحات قيمة ودلالة وشمولية ومعنى. كلمات نبعت من القلب .. فدخلت كل القلوب.. خاطب فيها رمز الوطن .. فأجاد التعبير في الوصف وتحدث باسم الجميع فأحسن التعبير. لقد أحسنت يا أمير مكة وكنت السفير الناطق باسم منطقة كانت تريد أن تتكلم فسبقتها أنت بحلو الكلام لسيد المقام.