تتعدد الهوايات التي يمارسها الشباب، والذين يجدون من خلالها ترويحا عن النفس وتجديدا للنشاط، ولكنها في نفس الوقت تبرز لهم مواهب وأفكارا ابتكارية تسهم في تطوير قدراتهم الإبداعية. ولعل هواية التصوير الفوتوغرافي قد تزايدت بين فئات الشباب في السنوات الأخيرة، مما أبهرت فنياتهم الكثيرين بما وصلوا اليه هؤلاء الشباب من دقة وجماليات وحسن استخدام للعدسات. وفي محافظة النماص اتجه العديد من الشباب إلى ممارسة هواية التصوير الفوتوغرافي منذ سنوات، وعندما وجدوا تلك الهواية وقد تحولت إلى موهبة أشاد بها العديد من المسؤولين والفنانين، فقرروا تجهيز معارض فنية تعرض أجمل ما قاموا بالتقاطه بكاميراتهم خلال فترات متفاوتة. في البداية يقول الشاب عبدالله جاري البكري وهو من هواة التصوير: إنني أهوى ممارسة التصوير الفوتغرافي منذ نعومة أظفاري وبخاصة المناظر الطبيعية كون منطقة عسير تمتاز بوجود الغابات الجميلة، وبزخات المطر التي غالباً ما تكون مصحوبة بتساقط البَرد والغيوم والتي لا تكاد تفارق سفوح الجبال، فكانت تلك دافع لنا في التقاط أروع الصور عن طريق الكاميرات التي نمتلكها، وزاد بعد أن وجدت هناك تآلفاً بيني وبين فنيات التصوير بدأت أعمل على تطوير قدراتي في هذه الهواية فبدأت التحق بالعديد من الدورات والتي تسهم في إبراز الجوانب المهمة في مهارات التصوير.وأضاف البكري، لقد راودتني فكرة أن أقوم بتجهيز معرض فني أقوم من خلاله بجمع الصور التي التقطتها منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا إلى الآن من خلال الكاميرات العادية أو الرقمية، وبعد عملية تعاونيه مع زملاء آخرين، أعددنا معارض عدة بجهود ذاتية ودعينا لها العديد من المهتمين بالإبداعات الفنية وافتتحها عدد من المسؤولين، وأشاد بفكرتها ومحتواها أهالي وزوار المحافظة. أما الشاب خالد فراج العسبلي وهو أحد هواة التصوير فقد أكد أنه وجد نفسه ميالا لعدسة الكاميرا منذ طفولته، مما أسهم ذلك في تفننه في عملية التصوير الفوتوغرافي، وبخاصة ما يدعو من تلك الصور إلى التأمل واسترجاع الذكريات، وعن بعض ضوابط اللقطات أضاف قائلاً: إن هناك عوامل رئيسة في ظهور الصورة بوضوح ودقة متناهية ،منها ضبط الوضع الصحيح للمكان الذي يتم منه التقاط الصور مع التأكد من الإضاءة الكاملة واستخدام الحامل الثلاثي، وعدم الاستعجال عند اتخاذ اللقطة بل التحرك في عدة اتجاهات حتى رؤية المكان المناسب مع اقتناص الزاوية الأنسب مع تجنب الاهتزاز أثناء التصوير، والأهم من ذلك تخيلنا لجمال الصورة التي يتم التقاطها. وعن أبرز لقطاته بعدسة الكاميرا أشار إلى أنها لشجرة معمرة يزيد عمرها عن مئة وخمسين عاماً حيث أذهلت تلك الصورة متذوقي فنون التصوير لمحاكاتها حياة الآباء والأجداد، وبقاؤها بعهدهم شامخة صامدة رغم تقلبات الزمن. ويأمل العسبلي أن يكون هناك معاهد متطورة تسهم في اكتشاف ذوي المواهب في فن التصوير مع ضرورة وجود الدعم المتواصل من اللجان السياحية في سبيل إقامة المعارض السنوية لهواة التصوير لكي يتواصل إبداع أبناء هذا الوطن. عدد من الشباب الذين زاروا تلك المعارض أكدوا أنهم أبهروا بهذه اللقطات والتي حاكت في معظمها تراث وتاريخ المنطقة، ووجدوا فيها متعة لتذوق الفن الرفيع.