عزيزي التعليم: هل اقترفت ذنباً عندما اخترتك لتكون رفيق دربي وسيفي في مسيرتي ضد الجهل والضياع ؟ عزيزي: لابد أن أكون منصفة فالإنصاف والعدل سمتان لابد أن يتصف بهما كل من تأزر بالعلم وتلحف بألحفته, لهذا يتوجب علي أن أشكرك من أعماق قلبي لأنك حاولت جاهداً أن ترتقي بمستواي الفكري والعقلي وبذلت لأجل ذلك الوسائل العدة لتحقيقه . و لكن عزيزي إذا كنت أنت من ربيت طموحي وغذيت آمالي لأكون نافعة وأردت أن أصبح شيئا مميزا تفاخر به الأمم فلابد أن نتوقف لأن هناك أموراً يتوجب استحضارها. عزيزي ستتفاجأ يوما ما بأني غير أهل أن أدرس أو أن أتعلم لأني لا أملك المال الكافي لدخول السنة التأهيلية في الجامعة وستتملكك الدهشة حينما تعلم بأني غير قادرة على دخول الجامعة أو الالتحاق بالتعليم العالي لأني لم أجتز اختبار القياس أو القدرات والذي إذا كنت أنثى فلن يسمح لي بأدائه إلا مرة واحدة !! و لك أن تتخيل مدى وقع كلمة اختبار» على مشاعري. والقياس إن كان جهازاً لقاس هبوطاً حاداً في مشاعري وأنفاسي ودمائي بل حتى قدراتي التي كانت حصيلة اثني عشر عاما مضت ربيت فيها طموحات وآمالاً لتفاجئني بأنك لا تقيم لذلك إلا ثلاثين درجة !! كما أرجو أن لا يشيب رأسك وتشلك المفاجأة بعدما شلتني حينما تعلم أن ذلك الاختبار لا يتجاوز الثلاث ساعات وهناك القي نظرات عدة على قبري ومقصلتي أو نجاتي وعودتي للحياة مجدداً. والأكثر إيلاماً ما أصادفه من مشاهد إغماءات ورعب أو هبوط في معدلات السكر لدى البعض. بل إن ما تقدم عزيزي ما هو إلا غيض من فيض, فهل مشاعرنا وطموحاتنا باتت رخيصة تباع وتشترى بمائة ريال تودع في رصيد القياس و إذا لم يتم قبولي فهل ستعاد لي ؟ بل كل أموال الدنيا لن تعيد لي آمالي وطموحاتي عندما تُقتل ويُقضى عليها. وأخيراً عزيزي إذا كنت ترى أن الأمر برمته لا يستوجب التغيير أو التحرك فأرجو أن لا تلومني يوماً إذا اعتراني شيء من اللامبالاة أو الاستخفاف ولم أكن بمستوى تطلعاتك, ألم اقل في أول رسالتي بأني لم أقترف ذنباً . (التوقيع طالبة)