قال الشيخ ناصر بن سليمان العمر إن الأمة ابتليت بداء خطير وهو إغلاق الافكار والعقول، وساد فيها منطق “ما أريكم إلاّ ما أرى” فدفعت الثمن غاليًا من تخلف وفقر وتقهقر. وأضاف: ان هذه العقلية موجودة على مستوى الافراد والمجتمعات الاسلامية بدءًا من علاقة الاب بأسرته وأهله. واشار الشيخ العمر ان فلسفة “اطفىء عقلك ونفذ” جرّت على المسلمين الويلات والمصائب، وأوقعت أبناءها في فخ الارهاب والقتل لانهم ألغوا عقولهم وتحوّلوا الى مجرد ادوات للتنفيذ.وقال: ان مؤسسات اسلامية كبيرة دفعت ثمن عدم التفكير وغياب الشورى، والتفرد بالرأي الواحد، فانهارت وصفيت وفشلت في الاستمرار بسبب العقلية القيادية التي كانت تديرها، وحاولنا التدخل للاصلاح قبل ان تنهار فصمت الاذان عن النصيحة، وللاسف نجد حتى بعض الدول تسير وفق هذه العقلية. وطالب الشيخ العمر بإعمال العقل والتدبر في الامور وأن يكون القرار (شورى)، مشيرًا الى ان التفكير الصحيح هو الموصل للعلم الصحيح، وعندما شوهت عقولنا ولم نعد نفكر كان التخبط والفشل. وأكد الشيخ العمر على الاستفادة من الغرب بما لديهم من علوم وتحارب ووسائل، مع الالتزام بالضوابط الشرعية فلا نأخذ منهم إلاّ النافع والمفيد والملائم لنا. وقال العمر إن اعداء الامة يفكرون دائمًا في الكيد للمسلمين، واستمرار تخلفهم، وبقائنا في الاغلال، وعلينا ان ننتبه ولا نعطي لهم الفرصة وننهض.وحذّر الشيخ العمر من جر الامة الى قضايا هامشية على حساب قضاياها المصيرية قائلاً: اليوم تطرح قضايا هامشية، وكل يوم يخرج علينا بداهية لاثارة نقاشات حولها، وترك امورنا المصيرية، حتى بعض طلبة العلم الشرعي وقعوا في هذه الاخطاء ووجدنا منهم من يفكرون في كيفية الاضلال بالانجراف وراء هذه القضايا. وحذر الشيخ العمر من الحزبية والتبعية والقبلية الضيقة التي تكون على حساب الدين وقضايا الوطن والامة، وقال: وجود الحزبية الضيقة تلغي العقل تمامًا، فعلينا ان نقدم العقل والمصلحة والاستشارة ونترك الاستعلاء والانغلاق وبخس الناس حقوقهم، كما حذر من التفكير الموجه ووصفه بأنه “اخطر شيء على الامة.