نشرت صحيفة واشنطون بوست مقالاً تناول نتائج استطلاع أجراه معهد غالوب الأمريكي تناول علاقة الأمريكيين بالإسلام ومعرفتهم به، وقالت الصحيفة: أشار استطلاع حديث للرأي أن نسبة كبيرة من الشعب الأمريكي يحملون مشاعر سالبة ضد المسلمين بأكثر من التي يحملونها ضد المسيحيين واليهود والبوذيين. كما أشار نفس الاستطلاع إلى أن ثلثي الأمريكيين أكدوا أنهم يجهلون أو لا يعلمون الكثير عن الدين الإسلامي. ويعتبر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه بالكامل، وقام بإجرائه معهد غالوب جزءاً من مشروع كبير لزيادة التعاون بين الأمريكيين والدين الإسلامي. وتطرقت الصحيفة لما يبذله الرئيس الأمريكي باراك أوباما من جهود لتقوية العلاقة بين بلاده والمسلمين، وقالت: يحاول أوباما وإدارته تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي. ويقول مجموعة من المحللين أن مسلمي الولاياتالمتحدة الذين يعانون من التهميش والوحدة أكثر عرضة من غيرهم للوقوع في براثن الأفكار المتطرفة. وأشار أكثر من 50% من عينة الاستطلاع إلى أنهم لا يحملون مشاعر سالبة أو أحكام مسبقة ضد المسلمين، بينما اعترف 43% منهم بأنهم يحملون هذه المشاعر أكثر مما يحملونه ضد بقية الأديان والمعتقدات. حيث أشار 18% إلى أنهم كانوا يتحاملون على المسيحية و15% على اليهودية و14% على البوذية. ومضت الصحيفة بالقول: في رد على سؤال حول معرفة الدين الإسلامي أجاب 63% بأنهم يعلمون القليل جداً عنه أو يجهلونه بالكامل. لكن أغلبية العينة أشاروا إلى قناعتهم بأن المسلمين يريدون العيش في سلام. وأعرب 53% عن قناعتهم بأن الإسلام ليس ديناً مناسباً للولايات المتحدة، بينما انخفضت النسبة إلى 25% للديانة اليهودية، بينما أعرب 7% عن مشاعرهم السالبة تجاه اليهود. وفي تعليق لها على نتائج الاستطلاع تقول داليا مجاهد المحللة السياسية والمدير التنفيذي لمعهد غالوب لدراسات المسلمين: يبدو أن المفاهيم الفردية تؤثر على الفهم الجماعي للمجتمع ككل في ما يتعلق بقضية الدين. وتضيف مجاهد بالقول: المشاركون الذين أكدوا أنهم يحضرون مناسبات دينية أكثر من مرة في الأسبوع الواحد كانت لهم آراء إيجابية عن الإسلام والمسلمين أكثر من غيرهم الذين لا يزورون الكنائس والأديرة. وتوضح مجاهد أن الأشخاص ذوي النزعة الدينية -أياً كانت ديانتهم- يعتبرون أن الأحكام المسبقة بمثابة خطيئة وهم على استعداد لاحترام بقية الأديان. وأشارت الصحيفة إلى علاقة عجيبة لم يجد لها الباحثون تفسيراً وترتبط بالعلاقة بين الإسلام واليهودية، وقالت: وجد الباحثون رابطة بين التحيز ضد الإسلام واليهودية، فالأمريكيين الذين أشاروا إلى وجود حكم مسبق لديهم عن اليهودية كان غالبيتهم يحمل نفس المشاعر عن المسلمين. ولم تشر النتائج إلى سبب هذا الرابط. وتشير مجاهد إلى أهمية تتبع هذا الربط ودراسته لفهمه على الوجه الصحيح. وتقول: ربما يكون من المناسب أن تتحد جهود من يعملون على محاربة هذه المشاعر عن الديانتين في جهة واحدة حتى يكون عملها أكثر تأثيراً. جدير بالذكر أن التقرير قد أعده مشروع حقائق المسلمين الغربيين، الذي يعتبر شريكاً لمعهد غالوب وقد اعتمد على إجراء أكثر من 1000 مكالمة هاتفية عشوائية خلال الفترة من 31 نوفمبر إلى 13 ديسمبر الماضي وتبلغ نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع حوالى 3.4%.