بدأ نائب رئيس جامعة القاهرة أستاذ الفلسفة الإسلامية الدكتور حامد طاهر أكثر إصراراًَ على رأيه بأن تعاطي الهيروين أو الحشيش ليس حراماً. ودافع عن وجهة نظره بأن "الحلال والحرام" مصطلحان دينيان لا يجوز أن يطلقهما سوى الله ورسوله. وقال: يكفى أن نقول ممنوع أو محظور على ما لم يرد نص بتحريمه. وهذه تفاصيل ما دار في الحوار حيث ثار غاضبا أكثر من مرة: التحريم والتحليل بالنص بداية لماذا هذا الرأي في هذا الوقت ؟ أنا ادرس هذا الموضوع منذ زمن كبير، وبعد تصفح المصحف الشريف وجدت أن هناك 35 آية قرآنية تؤكد أن الحلال والحرام أمر مقصور على الله ورسوله، وان هناك آيات قرآنية حرمت بعض الأشياء الموجودة في دنيانا مثل الربا والخمور والزنا وغيرها من تلك الأمور، لكن لا توجد آية صريحة في القرآن ولا في السنة النبوية نقول أن المخدرات حرام، ولكن هي محظورة وممنوعة وليست حراماً، وأن مشكلة بني إسرائيل أنهم حللوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله، ونحن يجب ألا نكون مثلهم، فالشيء الذي لم يرد به نص صريح بتحريمه لا أحرمه، ويكفي أن نقول أن تعاطي الهيروين أو الحشيش محظور أو ممنوع. مصطلحان دينيان ألا تخشى أن يعتقد أن رأيك دعوة لتعاطي المخدرات بلا حرج بين الشباب بين الشباب؟ أنا لا أدعو لذلك، بل أدعو إلى تشديد الرقابة لمنع انتشار المواد المخدرة، وتشديد الإجراءات القانونية في الإحكام التي تصل إلى الإعدام، لكن كل ما اقصده وهو رأى شخصي أن مصطلح حلال وحرام مصطلح ديني لا يجوز أن يطلقه سوى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، والقرآن شدد على ذلك في قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) لذلك الحلال والحرام جزء من الدين المكتمل، وقال تعالى أيضاً (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام) لذلك من الأولى أن يصدر العلماء فتواهم بقول محظور وممنوع وغير مستحب كما كان يعمل ذلك أصحاب المذاهب الأربعة، حيث كانوا لا يقولون حلالاً وحراما ويستبدلونهما بعبارة أخرى. لنختلف حول الممنوعات هل هذه دعوة إلى إلغاء كلمة حرام وحلال من قاموس الناس؟ أبداً، كلمة الحرام ما أوضحه القرآن الكريم والسنة النبوية فقط وغير ذلك لا يعتد به، والمشكلة عندنا أن الفقهاء يصدرون فتاوى متضاربة ومتخبطة، والفضائيات وراء البلبلة بين الناس بعد أن أصبحت للكسب والتربح والبيزنس، وأنا لا أرمي من وراء ذلك إلى إلغاء الحرام، ولكن أحاول الحفاظ على المحرمات التي حددها الله تعالى وذكرها في كتابه الكريم لتصبح اختلافاتنا حول ممنوعات وليس محرمات، فالفتوى لا تصبح ملزمة وصائبة إلا إذا توافر فيها نص من القرآن أو السنة. وجوب الفتوى ما رأيك في المستحدثات التي لم تكن موجودة في زمن نزول الوحي وأيام الرسول؟ أنا ضد أي تحريم لم يصدره نص من القران ويكفى أن نقول بأن هذا ممنوع أو محظور، مثل المخدرات والتدخين، فمثلاً إذا صدرت فتوى من شيخ الأزهر لا تصبح واجبة مائة في المائة، فالفتوى لا تصبح ملزمة إلا إذا توافر فيها نص من القرآن أو السنة، والفقهاء يستخدمون كلمة حرام لتخويف الناس، بينما الحلال والحرام مصطلحان دينيان لا يجوز أن يطلقهما سوى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.