قام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة إلى جناح المملكة العربية السعودية المشارك في الدورة الثانية والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتحه أمس، وذلك ضمن جولته التفقدية لبعض الأجنحة العربية والأجنبية المشاركة في فعاليات المعرض هذا العام. وكان في استقبال الرئيس مبارك في الجناح السعودي معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية الأستاذ هشام بن محيي الدين ناظر، ورئيس الناشرين السعوديين أحمد الحميد، والملحق الثقافي بالقاهرة الأستاذ محمد بن عبدالعزيز العقيل، الذي قدّم شرحًا وافيًا لأبرز ما يتضمنه الجناح السعودي المشارك في المعرض من كتب وعناوين متعددة في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والأدبية، والتي تعكس مدى ما وصل إليه المنتج الثقافي السعودي من تميّز في المحتوى والطباعة الفنية. وقد أعرب الرئيس حسني مبارك خلال زيارته للجناح السعودي عن إعجابه بما شاهده من معروضات تقدم الصورة الحقيقة للحياة الثقافية والعلمية في المملكة العربية السعودية، مثنيًا على الثقافة السعودية وقدرتها الفائقة على المزج المتقن بين الأصالة والمعاصرة باعتبارهما السمة الرئيسة التي تنعكس بشكل إيجابي على الشخصية السعودية.. متمنيًا أن تحظى مشاركة الجناح السعودي بالنجاح. وفي نهاية الجولة تسلّم فخامة الرئيس المصري حسني مبارك هدية تذكارية من معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية الأستاذ هشام بن محيي الدين ناظر تعبّر عن التراث والثقافة السعودية. إنطلاق الفعاليات المصاحبة كما تنطلق اليوم فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض، حيث تشهد الفعاليات مساء اليوم حفل توقيع الكاتب السعودي يوسف المحيميد على الطبعة الجديد من روايته “نزهة الدولفين” الصادرة عن دار العين المصرية. فيما سيتم افتتاح جناح المملكة الرسمي يوم غدٍ السبت بحضور السفير هشام ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة والدكتور أبوبكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الخارجية. وتحتشد أجندة النشاط الثقافي المصاحب للمعرض بالعديد من البرامج، حيث يستضيف برنامج هيئة الكتاب الروائي بهاء طاهر في شهادة حول فوزه بجائزة مبارك في الآداب، ومناقشة للاعمال الكاملة للإمام الشيخ محمد عبده ويناقشها الدكتور عمار على حسن والدكتور علي مبروك، وندوة حول الأدب الأمريكي المعاصر، ومناقشة أعمال الروائي الأمريكي جويس كارول، وغيرها من البرامج الأخرى. غير أن هذه البرامج تباينت الآراء حولها، فمع افتتاح المعرض عاد التساؤل حول ندوات المعرض بعد تحولت إلى ما يشبه أمسيات ثقافية منذ دورته الأربعين، حيث أوضح الكاتب جمال القصاص أن هناك نوعًا من التحوّل السلبي، يأتي المعرض بأجندة ثقافية تقليدية تحاول أن تستعيد لحظات صعوده، لأن القائمين على المعرض يستمدون قوته من تاريخه ومن الاعتماد على الدعاية الإعلامية في تسليط الضوء على الفعاليات وظهوره بالصورة التي ترضي المسؤولين عنه. فيما دافع حلمى النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب المصرية قائلاً عن المعرض بقوله: معرض الكتاب يمثّل جزءًا من النسيج الثقافي المصري، وإن كانت تطورات الواقع وأحداثه تفرض في كل مرحلة نمطًا مختلفًا في الأداء وغياب المعارك الفكرية ليس رغبة أمنية بقدر ما هو تحول عالمي بسبب العولمة الفكرية والانفتاح الثقافي، وعلى العكس فإن ما يحدث هو مجاراة هذه التغيرات من خلال خلق برامج وخطط تستوعب هذا التحول، وإقبال الناشرين من مختلف دول العالم ووجود 800 دار نشر عربية وأجنبية في المعرض دليل على القناعة بأهمية استمراره المعرض.