خيّم هدوء تام على مدينة بنغيلا ساعات قليلة قبل المباراة “العاصفة” بين المنتخبين المصري حامل لقب النسختين الاخيرتين ونظيره الجزائري مساء امس الخميس ضمن الدور نصف النهائي لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة حاليًّا في أنغولا. وكانت مصادر توقعت وصول نحو 200 مشجع مصري بحسب تقديرات الصحف المصرية، و900 مشجع جزائري بحسب شركة الطيران الوطنية، وهو أمر خلّف ارتياحًا كبيرًا لدى السلطات الامنية في بنغيلا وإن كانت الاخيرة اكدت استعدادها التام لفرض الامن وتفادي حدوث اي اعمال شغب قبل واثناء وعقب المباراة. والمباراة هي الثالثة بين المنتخبين في ظرف شهرين والرابعة في الموسم الحالي بعد لقاءاتهما الثلاثة في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس الإمم الإفريقية وكأس العالم والتي شهدت احداث شغب بين جماهير البلدين كادت تؤدي الى القطيعة الدبلوماسية بينهما خصوصًا بعد المواجهتين الاخيرتين في القاهرة والسودان، والتي حسمت فيها الجزائر بطاقة التأهل الى مونديال جنوب افريقيا 2010. وعلى غرار مواجهة ام درمان والتي حضرها 35 الف مشجع من المنتخبين، سارعت جماهير البلدين الى التعبير عن رغبتها في ضرورة السفر الى انغولا والوقوف الى جانب منتخب بلادها على امل بلوغه المباراة النهائية للعرس القاري. وقتها حرص البلدان على تسهيل مهمة جماهيرهما للحضور بكثافة الى ملعب ام درمان، بيد ان الامور مختلفة تماما هنا في انغولا عموما وبنغيلا على الخصوص لان جماهير المنتخبين لن تأتي بكثافة بسبب غلاء المعيشة وتكلفة تذاكر السفر وكذلك قلة اماكن الاقامة الى جانب غياب البنى التحتية الكافية لاستقبال الحشود الغفيرة لجماهير البلدين. وانتشرت قوات الامن في مختلف انحاء المدينة على غرار ايام المباريات التي تقام في هذه المدينة الواقعة على بعد 420 كلم جنوب العاصمة لواندا. وتوقعت مصادر امنية ان الهدوء سيبقى سائدا في بنغيلا حتى الساعات القليلة من المباراة والتي ستشهد وصول الجماهير مباشرة الى الملعب. وواجه المسؤولون مشكلة لاستقبال طائرات مشجعي البلدين حيث إن المتوقع وصولها مباشرة الى بنغيلا حتى تسهل مهمة نقل الجماهير الى الملعب لحضور المباراة ومن ثم عودتهم الى المطار مباشرة بعد اللقاء من اجل الرجوع الى القاهرةوالجزائر، بيد ان صغر المطار سيضطر المسؤولين الى ضرورة استقبال الطائرات في مطار العاصمة لواندا ونقل المشجعين على متن طائرات خاصة او حافلات الى بنغيلا.