بعد أن طاف على المتحف الوطني بالرياض في محطته الأولى، مركز غرناطة التجاري في محطته الثانية استقر معرض “مجموعة الفن الرقمي” هذه الأيام بمركز تسامي بجدة ويشرف على المعرض الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في محطته الثالثة، متضمنًا مشاركة الفنانات منال الرويشد وفوزية المطيري وهناء الشبلي وهدى الرويس وعائشة الحارثي. اللوحات في دائرة الضوء وقد وجد المعرض في محطة جدة قبولاً وتفاعلاً من قبل المهتمين بالفن التشكيلي، فعن أعمال المشاركات في المعرض يقول الفنان التشكيلي الدكتور فواز أبونيان: من خلال رؤيتى لأعمال الفنانات التشكيليات واللاتي سبق وأن قدمن إنتاجهن في معرض أتيليه فقد تناولت منال الرويشد لتقنية الفلاتر والمؤثرات الرقمية أضفى على عملها مصداقية تركيب وسريان العروق اللونية ضمن نسيج متكامل بصريًّا وتشكيليًّا.. ممّا يجعل من تعبيرية هذه الأعمال “نموذج ممثل” للفن الرقمي. أمّا الفنانة هناء الشبلي فهي أكثر إلمامًا بتوظيف إمكانيات الحاسوب واستطاعت أن تستفيد من الوسائط التقنية، وأن تجعل من طاقة “الومضات” الإلكترونية أطيافًا لونية وظفت من خلالها مدخلها الإبداعي للإمكانيات التشكيلية لطبيعة الحاسب الآلي دون قصدها على أداء يتخطى العملية الإبداعية. وفي سيطرة على مسطح اللوحة قدمت مدخلها المجرد لونيًا لخلطة جمعت فيها بين متضادات لونية ما بين الساخن والبارد في توافق غير معهود، ممّا يؤكد على التوظيف الجمالي لمعطيات أدوات تشكيلية معاصرة. كما أوضحت “ثلاثية” هدى الرويس الرقمية، حالة تشكيلية من نوع خاص حيث استطاعت بمهارة الممارس التقني ومعرفة المؤدى التكنولوجي، أن تجعل من مفرداتها البصرية التي تعود المشاهد على وجودها في بيئة واضحة المعالم من حصان وطائر وعنصر آدمي، لتتحول تلك المَشاهد إلى بيئة اصطناعية بها من الحبكة البصرية ما يقنع المشاهد بهذه التوليفة التكنولوجية التشكيلية. ويضيف أبونيان: أمّا الفنانة عائشة الحارثي فلديها محاولة أخرى استطاعت توظيف برامج حاسوبية أخرى توظيفًا جماليًّا يعكس “ماهية” الواقع التشكيلي والواقع التعبيري في تركيبات إن كانت تبدو زخرفية، إلاّ أنها بعد أن وظفت الفنانة جهاز الماسح الضوئي ليتحول إلى مسطح تشكيلي تتناغم عليه الحالة المعرفية للفنانة. كما قدمت الفنانة فوزية المطيري أطروحة تشكيلية ظهر فيها مضمون التقنيات الرقمية متآلفة مع مخيلة الفنانة في تناول الوجه البشري بتعبيراته الجياشة واندماج عناصر كان يصعب الجمع بينهما في الحقيقة إلاّ أن الفنانة استطاعت بمهارة العارف بتقنيات جهاز محمل بخبرة فنان تشكيلي ليظهر في النهاية خليط بين وظيفية برامج الحاسوب وتشكيلية فنانة واعية. مختتمًا بقوله: إن طرح “مجموعة الفن الرقمي” للأجندة التشكيلية والخاصة بمجموعتهم الواعدة ما يؤكد على مشروعية هذا الفن المعاصر، وخاصة في تبنيهم لمشروع الأعمال التشكيلية ثلاثية الأبعاد في توظيف موضوعي لتقنية العصر. مع سبق يسجل لهم ريادتهم لهذا المجال ضمن فعاليات التشكيل السعودي المعاصر.