(النُّهى بين شاطئيكِ غريقُ) والأسى منكِ صفعةٌ لا تليقُ ورُؤى الموتِ في رحابكِ شتَّى بعضُها غارِقٌ و بعضٌ حريقُ يا ابنةَ الماءِ ما أبوكِ بخيلٌ فلماذا السماءُ فيكِ تُرِيقُ؟ أرعدَ الذُّعرُ في نفوس البرايا ينثرُ الموتَ واستهاجتْ بروقُ غَسَلتْ وجهكِ الغيومُ الحزانى وبكتنا فالحزنُ فيها عتيقُ وتزيدُ السماءُ فيكِ بكاءً لِتُزيلي مَا خبَّأتهُ الشقوقُ من نفوسٍ قد فرَّختْها الشياطينُ ضلالاً والوجه مرٌّ صفيق في ابتساماتهم سكاكينُ عطشى لدمانا يفوحُ منها الفُسوقُ يا ابنةَ الماءِ جفَّ ماءُ حياهم فاستباحوكِ كي تُبَلَّ العروقُ سرقوا خبزَ عمرِنا في حشاهم واشترى الصمتَ خبزُنا المسروقُ عشقوا نهب أحلامنا بجنونٍ ما اكتفى عاشقٌ ولا معشوقُ واستزادوا بطونَهم وهي حُبْلى وكروشًا تهدَّلتْ لا تُعيقُ فانبرى للجراح فينا طبيبٌ حاني الكفِّ طيبٌ وشفيقُ مسحَ الآهَ في جروحِ الثَّكالى وشفى اليتمَ برّهُ المغدوقُ جرَّدَ الحزمَ للدبابيرِ ترعى في حمانا ما طال منها النفوقُ *** كان حتمًا أن تغرقي كي تفيقي إنَّ طولَ السباتِ فيكِ صفيقُ كان لا بد أن تموتي مرارًا لتعودي وفي حشاك الشروق كي تصوغي بدايةً غيرَ غرقى ولتنهي حكايةً لا تشوقُ وتُطلِّي على الوجودِ بوجهٍ غادرَ القبحُ منه والتلفيقُ يا ابنةَ الماءِ قد كتبتُ لأصحو (فالهوى فيكِ حالمٌ ما يفيقُ)