إذا كنت من متتبعي قنوات الحيوانات – اقصد الفضائيات المتخصصة ببرامج عالم الحيوان حتى لا يساء فهم العبارة- اذا كنت من هواة هذه القنوات فلا بد و انك لاحظت عزيزي القارئ ان مرة واحدة فقط لم تحدث واهتم هؤلاء ببرامج تغطي حياة الحمير, يتناولون الاسود والنمور والقطط والتماسيح وحتى الفراشات واضعف الحشرات ليبقى الحمار خارج دائرة اهتمامهم دون ان يتساءل احد لماذا هذا الظلم...فقط لان هذا الحيوان الوديع لا يحتج ولا يتذمر .. وقد يتساءل أحدكم .. وماذا هناك في روتين الحمار يستحق الحديث عنه؟.. وأرد انا كاتبة هذه الكلمات يوجد الكثير والكثير الذي يستحق عناء البحث والتحليل وهاكم بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر: اولا: ليس للحمار اي تعصب تجاه ابناء جنسه فقلما نشاهده ينتظم في قطعان كما الثيران او يعيش في جماعات كما الضباع, ليس هناك اي شيء من هذا فالحمار حيث هو لا يهتم ابدا ولا يتدخل في شؤون حمار آخر . ثانيا: الوفاء منقطع النظير للحمير تجاه أسيادها فهل سمعت ايها القارئ عن حمار قتل سيده أو حتى كشر عن أنيابه امتعاضاً, مستحيل حتى لو أشبعه هذا السيد ضربا و شتما وجوعا وعطشا أو القى على ظهره أحمالا لا طاقة له بها . يموت واقفا و لا يتذمر مع اننا نسمع الكثير عن نمور قتلت مروضيها و فيول سحقت اطفال اسيادها و حتى الهررة كثيرا ما تدمي أيدي تمتد لها بالطعام . شيء ثالث مهم: كل الحمير تتشابه مهما اختلفت جنسياتها فحين يختلف النمر الافريقي عن الامريكي من حيث اللون وحين تكون افعى الامازون اطول من نظيرتها في ماليزيا تجد الحمار ذاته ذاته, نفس الاذنين الطويلتين والظهر المقوس على نحو يؤمن الراحة لراكبه و ذات العينين اللتين تفيضان وداعة وبراءة .. ما زال هناك الكثير مما يمكن قوله في مضامير الحمير غير ان المساحة لا تتسع وحتى ياتي الوقت الذي سيدرك هؤلاء فيه اهمية الحمار اتركك عزيزي القارئ تفكر معي ولو قليلا في سر تكاثر الحمير على هذا النحو المثير برغم كل ما تلقاه من مصاعب وأهوال.!!