وفي تعقيبه على ما ورد في الكتاب يقول السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون حوار الحضارات أن الكتاب يظل وجهة نظر غربية في مجمله وإن كانت به جوانب كثيرة من الحقيقة المرة التي يعيشها العالم العربي والإسلامي حالياً خاصة أن الممارسات الحالية قد تكون بعيدة في كثير منها عن المبادئ الإسلامية الصحيحة، فهناك مبادئ عامة في الإسلام وهذه المبادئ تم ممارستها خلال فترات معينة من تاريخ المسلمين منذ ظهور الدعوة الإسلامية على يد الرسول صلى الله عليه وسلم ،ثم توقفت هذه الممارسة ومن ثم فالصورة العامة الآن تشير إلى أن السفينة التي صنعها الإسلام وحملها بقضايا غاية في الأهمية للاستقرار البشري وفي مقدمتها الديمقراطية وتكريس الحريات الإنسانية وحقوق الإنسان إلى أخره هذه السفينة مضت ونحن كمسلمين التي كنا ربانها في الماضي توقفنا،وهذا ليس عيباً في الإسلام ولكن العيب فينا نحن، فإن المسلمين تقاعسوا في تحويل هذه المبادئ الإسلامية التي رسخها الإسلام ودعا إليها وسبق بها البشرية إلى صيغة يمكن الأخذ بها والعمل من خلالها في أي وقت ويرى بدر أن الشورى الإسلامية عندما تم تطبيقها في صدر الإسلام كان المجتمع الحاكم فيها مجتمعاً صغيراً وقبلياً ثم نمت القبيلة وتحولت إلى دولة كرست منهج الشورى والديمقراطية في الماضي وأهملته في الحاضر، ولذلك فإن المجتمع بشكله الحضاري الحديث يختلف عن الدولة والمجتمع القديم، وكان يتعين أن يأخذ ذلك المجتمع أطراً وصيغاً تتناسب مع الوضع الحديث وتنطلق من المبادئ الإسلامية ولكننا لم نفعل ذلك، وإذا نظرنا على سبيل المقارنة وهي مقارنة علمية بحتة نجد أنه حيث نمت الديمقراطية الغربية، كانت لديهم في الغرب حروب وصراعات وكذلك نحن في العالم الإسلامي وكانت لديهم تجارب توضح علاقة الحاكم بالمحكوم، ولكن نحن في العالم الإسلامي ركدنا وإن كان ركودنا ليس ركوداً دينياً وعدم إعمال القواعد الإسلامية فهذا ليس ذنب الدين وإنما جريمة أتباعه الذين توقفوا عن التطور وركنوا إلى الجمود وتصوروا أنهم يحتمون بالانكفاء على الذات وإطلاق مسميات ومصطلحات من بينها أحياناً الخصوصية وأحياناً أخرى أن لهم نهجاً خاصاً بهم إلى أخره.