قام مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود أمس بزيارة لمستشفى الأمل بجدة اجتمع خلالها مع المشرف العام على برنامج المستشفى الدكتور أسامة آل إبراهيم والتقى عددا من مسؤولي ومنسوبي المستشفى، وتجول في مختلف الأقسام. وتأتي هذه الزيارة عقب هروب 15 نزيلا خلال الأسبوعين الماضين، وإصدار المشرف العام قرارات بإجراء عدة تعديلات في بعض المناصب الإدارية شملت عددا من السعوديين أبرزها إعفاء مدير الخدمات الطبية المساعدة من منصبه، فضلا عن منع الدكتور محمد الشاووش من الدخول لدى وصوله إلى البوابة الرئيسية حاملا قرار الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية بإعادته مديرا تنفيذيا لتسليمه إلى إدارة المستشفى. وكشفت مصادر ل "المدينة” عن جملة مخالفات بالمستشفى منها أن غرف العزل للمرضى العدائيين المصابين بمرض عقلي، مغلقة منذ أكثر من 6 شهور، وأن المستشفى يعاني من ضعف في الرقابة في ظل عدم وجود كاميرات كافية وصالحة للعمل، ووجود الخردوات والمعدات والأجهزة الملقاة بشكل عشوائي بجوار قسم التعقيم ومكتب حراسات الأمن بدون المحافظة عليها، وأن قسم التعقيم خارج المستشفى بجوار غرفة حراس الأمن مكشوف، كما أن معظم المعينين على برنامج التشغيل الذاتي أقارب لقيادات المستشفى " . وأرجعت مصادر أخرى أسباب هروب النزلاء إلى إغلاق بعض الأجنحة كجناح الأطفال الذي تم تحويله إلى قسم للحاسب الالي، رغم أنه خصص في عقد المستشفى لغرض خدمة المرضى، تحويل موقع حلاق المرضى إلى إدارة العلاقات الحكومية، تحويل كافتيريا المرضى إلى الموظفين، تحويل النادي لأقسام المتابعة وشؤون الموظفين والجودة، وكل ذلك على حساب خدمات المرضى الذين تم حبسهم وعدم السماح لهم بالخروج إلا بمرافقة ممرض، كما تم خلال الفترة الأخيرة ضم جناحين مع بعض وإلغاء الآخر ما أدى إلى تكدس المرضى الجدد مع القدامى وتخصيص جناح ج للنساء ، بعض الأطباء الوافدين لا يزورون المرضى ويسيئون التعامل معهم قولا وعملا ولا يعطونهم الأدوية اللازمة، حتى احتفالات العيدين تقام للموظفين فقط متناسين المرضى، علاوة على ضعف البرامج والدورات التدريبية للمتعاملين مع المرضى من التمريض والأخصائيين ، وتعيين موظفين جدد من ذوي المحسوبية على حساب قصور خدمات المرضى، بالإضافة إلى شغل حراس الأمن في قضايا غير تخصصهم كمراقبة الموظفين غير المرضيّ عنهم من قبل الإدارة بدلا من مراقبة التهريب وهروب المرضى، وبيع سجائر الدخان على المرضى بسعر 100 ريال للسجارة الواحدة و500 ريال للعلبة ، كل تلك الأسباب ساهمت في هروب المرضى. وقالت ذات المصادر : " هناك عدد من القضايا المرفوعة على إدارة المستشفى الحالية بتهم " القذف ، والاعتداء " على إحدى العاملات ، كما أن الإدارة تمارس الضغط على الموظفين ، وتهميش السعوديين وترك الصلاحيات الواسعة للوافدين، ومن ذلك تهميش طبيب سعودي يحمل شهادات عليا، ونقل الأخصائيات والممرضات وفصلهن بدون سابق إنذار ومنعهن من دخول المستشفى بشكل فوري بحجة إغلاق القسم النسائي لمحاربة الاختلاط رغم وجود أربعة رجال يعملون بجانب امرأة في قسم السجلات، في الوقت الذي أغلق فيه القسم النسائي للمدمنات مما خلّف فراغا في التعامل مع اللاتي لم يتعامل معهن سوى رجال من الموظفين الذين يتسببون لهن في الحرج، ثم تم فتح القسم النسائي مرة أخرى بعد إغلاق دام لمدة 6 شهور، كما توجد حفرة كبيرة حول المستشفى يقوم بعض منسوبيه بالتدخين داخلها في ظل ضعف الرقابة، علاوة على أن كثيرا من رجال الأمن غير مؤهلين ومعظمهم من كبار السن، كما يوجد رؤساء أقسام يقومون بعملية التدريب وهم لا يحملون سوى شهادة الثانوية مع العلم أن الذين يتلقون التدريب منهم هم من حملة الجامعة. كفّ يد محاسب ومن بين المخالفات والقضايا العالقة على إدارة المستشفى قضية كف يد المحاسب وليد الملا الشهيرة عن عمله وتوقفه عن ممارسة مهامه وصلاحيات منصبه بوظيفة محاسب أول ومساعد لمدير الشؤون المالية يوم 26 من شهر ذي القعدة الماضي بتهمة " الجنون " بعد خدمة وعطاء طيلة أربع سنوات، وإحالته إلى الهيئة الطبية ومستشفى الصحة النفسية إلا أن الفحوصات لم تظهر شيئا من ذلك - على حد قول المتهم وتأكيده بأن التهمة كيدية بسبب امتناعه من توقيع معاملات مخالفة وأوامر صرف ومطالب بسلفة نقدية ، علاوة على أمر صرف يخص تعويض الإجازات وكلها بجملتها مخالفة للنظام وانتدابات وتعويض عن إجازات ومكافآت " طبيب زائر " - موضحا أنه لا توجد مصروفات نثرية سوى نظام المشتريات الحكومية. فراغ إداري وعلمت المصادر أن المشرف العام على برنامج المستشفى الدكتور أسامة آل إبراهيم في طور أخذ إجازة لمدة أسبوعين من المتوقع أن تبدأ يوم السبت المقبل متزامنة مع إجازة المدير الطبي الذي يتمتع بها في الوقت الراهن. (المدينة) اتصلت على د. آل إبراهيم لإتاحة الفرصة له للرد على هذه المخالفات، إلا أنه أعتذر عن التعليق مرة أخرى بحجة أن مديرية الشؤون الصحية منعته عن التصريحات وأنه يحترم الأنظمة والتعليمات!!.