عند استعراض مواقع صحفنا المحلية وما ينشر فيها من تعقيبات القراء على بعض المقالات التي تتحدث عن أوضاعنا الداخلية والمشكلات التي نعيشها ، فقد لا يكون مفاجئا ما تتسم به كثير من هذه التعقيبات من عنف وتطرف في الأحكام على الأشخاص تصل أحيانا إلى درجة التشكيك في الذمة والأمانة والتصريح أحيانا بألفاظ كاللصوصية وما يعادلها من صفات سيئة كان أولى بكتابها الابتعاد عنها ، وربما يمكن وصف هذه السلوكيات بالاستغلال غير المؤدب لمساحة الرأي المتاحة والنقاش الحر ..!! مؤخرا وعلى موقع جريدة محلية قرأت ما كتبه القراء حول قرار قيام وكالات السيارات بتوفير لوحات واستمارة السيارة بدلا من المرور ، ومن المؤسف أن معظم التعقيبات كانت شديدة وعنيفة وبعضها موجه نحو شخصية رسمية كبيرة ، كما أن بعض التعقيبات كان يمارس جلد الذات وبكل قسوة ممكنة في هذا العالم ، قد يكون لبعض الأفكار والآراء أوجه حق ، وقد يكون بعضها نابعا من واقعنا المؤلم وبالذات فيما يخص تصرفات الشباب والمراهقين عقب فوز المنتخب الوطني أو ناد من الأندية وما يقومون به من تصرفات وسلوكيات تخرج عن نطاق أي معنى للفرح والتعبير عن حب الوطن والانتماء لهذا الفريق أو ذاك ، وللحق أقول إن الشباب يتصرفون بالفعل بصورة غير حضارية لا تنم عن تربية رزينة أو سلوك مؤدب ، صحيح لكل واحد منا الحق أن يفرح وأن يعبر عما يقفز في أعماقه من مشاعر جميلة ولكن ليس بأسلوب شائن.. !! أحد الأصدقاء أتيحت له فرصة السفر إلى بعض دول الخليج المجاورة وفوجئ بأحوال الناس وسلوكياتهم مقارنة بما يعرفه ويعايشه هنا ، يقول إن الفرق شاسع بيننا وبينهم ، فالناس أكثر تحضرا وارتقاء في التعامل والتصرفات ، ويكفي أن الشيخ عائض القرني أصيب بالدهشة العميقة مما رآه وعايشه في بعض الدول الأوروبية من مستوى التعامل ودرجة الأداء في الأعمال وكتب عن ذلك في بعض الصحف وتحدث عنه في مقابلة له في إحدى القنوات الفضائية ، بل يكفي أننا نصطدم كل يوم بنماذج مزعجة إلى أبعد درجة في كل شوارعنا وأزقتنا وحوارينا مما يكتب على جدران البيوت والمساجد من كتابات وعبارات لم تترك للحياء أي فرصة فضلا عن بدهيات الدين والقيم ، كما أن تصرفات كثيرين منا تدل على ابتعادنا عن أي آداب أو أخلاق خاصة عند إشارات المرور وما يمارسه كثيرون منا من سرعة متهورة أو محاولات للتجاوز غير النظامي سواء على الطرق السريعة أو داخل الأحياء ، أو وقوف غير نظامي وبطرق لا تليق بأي إنسان ناهيك عن أن يكون مسلما ينتمي إلى بلاد الإسلام ..!! ولكن هل كل هذه الصورة السلبية تشير صراحة أو تلميحا إلى أننا شعب رجعي.. لا أظن ، فلدينا أناس كثيرون شرفاء يتمتعون بقدر كبير من الأخلاق والأمانة والخوف من الله والجد والاجتهاد في أعمالهم والإخلاص لبلدهم ولمجتمعهم.