تتميز منطقة الجوف عن غيرها من المناطق الأخرى بأشجار الزيتون، وإنتاجها الوفير من زيته نظراً لاعتدال الأجواء وخصوبة التربة بتلك المنطقة. ولأشجار الزيتون أكثر من اثني عشرة صنفاً، منها تثمر أنواعاً للعصر وأخرى للمائدة والمخللات، وقد أجمع خبراء الزيتون أن أشهر أصنافه هو ما يسمى بصنف النيبالي المحسن وأكثر أنواعه هو ما يتواجد بشرق حوض البحر الأبيض المتوسط كبلاد الشام ولبنان وفلسطين والأردن. وكان المزارعون في السابق بالمنطقة يقومون بإرسال إنتاجهم من الزيتون للأردن وعصره هناك لعدم وجود معاصر لزيت الزيتون في المنطقة، إلا أن تشجيع الدولة ساهم بانتشار هذه الشجرة المباركة بشكل كبير، مما زاد رقعة زراعتها في جميع مزارع المنطقة، وزاد إنشاء معاصر الزيتون في جميع مدن ومحافظات منطقة الجوف، حيث يزيد عدد معاصر الزيتون في المنطقة عن 13 معصرة تجارية فيما قام البنك السعودي للتسليف والادخار للموسم المنصرم بإنشاء 6 معاصر شخصية لعدد من المزارعين بقرض ميسر ولاقت هذه الخطوة إقبال ورضا المزارعين وخاصة مع حضور وفد من الشركة الإيطالية المصنعة لهذه المعاصر يقوم بتركيبها وتدريب العاملين فيها. وتمر علمية إنتاج زيت الزيتون بعدة مراحل؛ أولها حصاد الزيتون أو القطاف: ويتم خلال شهر أكتوبر. والمرحلة الثانية: تنظيف الزيتون وغسله والتأكد من أن الثمار لا تحتوي على أي شوائب، والمرحلة الثالثة: الهرس: وهي عمليه يتم بها هرس ثمار الزيتون دون إزالة البذور حتى يتكون ما يعرف بالمعجون ويتم بعد ذلك فصل الأجزاء الصلبة من المعجون مثل اللب والشوائب عن الجزء السائل “العصير” ومن ثم يتم فصل السائل إلى زيت وماء. وتتم عملية الهرس بالطريقة الباردة أو الساخنة، حيث هناك أنواع مختلفة من المعاصر المتخصصة في إنتاج زيت الزيتون. وعن تفرغ المزارعين لزراعة الزيتون يقول أحد المختصين بزراعة أشجار الزيتون في منطقة الجوف عبدالرحمن بن يونس الهذيل: حسب معلوماتنا ليس هناك مزارعون متفرغون، وإن وجدوا فهم يعدون على رؤوس الأصابع في الوقت الراهن. الدكتور نواف ذويبان الراشد وهو أحد المهتمين بزراعة أشجار الزيتون ومدير عام البنك السعودي للتسليف والإدخار بمنطقة الجوف أوضح أن المنطقة تتميز بأنها الوحيدة التي نجحت فيها زراعة الزيتون والنخيل، فهي بوابة الزيتون من ناحية بلاد الشام وبوابة النخيل من ناحية نجد وتميز شجرة الزيتون في منطقة الجوف ناتج من التربة الغنية الصالحة للزراعة ومن المياه العذبة التي تسقيها. وأكد الراشد أن مستقبل الصناعات المتعلقة بالزيتون مشرق بإذن الله فأسواق المملكة والخليج قادرة على استيعاب هذه الصناعات واستهلاكها، وهو ما سيكون له مردود اقتصادي كبير على المزارع وعلى أسواق المنطقة. ومن أهم أصناف الزيتون المزروعة في المنطقة الآن النابالي والبيكوال والقيسي والصوراني والزيتي والجلط. ويشير الدكتور فارس بن حمد النصيري إلى أن مستقبل صناعة الزيتون في منطقة الجوف مستقبل واعد وعلى الأخص بعد قيام مهرجان الزيتون بالمنطقة على مدار ثلاث سنوات مضت بدعم وتشجيع من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، حيث فتح المهرجان مجالاً كبيراً بالتعريف على مادة زيت الزيتون وفوائده الغذائية مما زاد من الإقبال على شرائه واستخدامه بشكل واسع،أضف إلا ذلك بأن زيت زيتون منطقة الجوف يمتاز بجودة عالية مقارنة بالزيتون المنتجة عالمياً وذلك وفق التحاليل المخبرية التي أجريت عليه. وقال إن هناك صناعات شعبية تقوم على الزيتون مثل تخليل ثمرة الزيتون وإعدادها لمائدة الطعام، وعصر الزيتون بالطرق الأولية التي يقوم بها أهالي منطقة الجوف قبل استخدام التقنية الآلية حيث كانوا يجنونها يدويا، وبعد ظهور المعدات والآلات الحديثة سواء لجمع ثمار الزيتون أو عصره وتعبئته وتسويقه أصبح الاعتماد الأكثر على التقنية الحديثة مع استقدام العمالة الموسمية. ونوه باستحداث واحة الزيتون التي يجري تجهيزها من قبل أمانة منطقة الجوف سوف يكون لها دور كبير في ازدهار صناعة الزيتون بالمنطقة. وعن مهرجان الزيتون السنوي قال أمين منطقة الجوف الرئيس التنفيذي للمهرجان المهندس محمد بن حمد الناصر أن سمو أمير المنطقة يولي هذا المهرجان جل اهتمامه ويوجه بشكل مستمر بتسخير كافة الجهود والإمكانات لإنجاحه وهو ما تحقق ولله الحمد، مؤكداً أن مهرجان الزيتون الثالث حقق نجاحات كبيرة على جميع المستويات لافتاً أن الإحصائية النهائية لمبيعات مهرجان الزيتون هذا العام بلغت حوالى تسعة وعشرين مليونا ومائة ألف ريال، والزوار حوالى 545 ألف زائر لمهرجان الزيتون من جميع مناطق المملكة وبعض الدول العربية الأخرى.